| بيرلسكوني يبدأ ولايته بشهادة قضائية |
روما، إيطاليا (CNN)-- بعد أقل من أسبوع على توليه رئاسة الحكومة الإيطالية للمرة الثالثة، بدأت المتاعب من جديد تلاحق سلفيو بيرلسكوني، حيث نجت حكومته من أول اقتراع بسحب الثقة في البرلمان، فيما قررت إحدى المحاكم استدعاءه للشهادة في قضية اختطاف إمام مصري، لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA. وأجرى مجلس النواب الإيطالي، وهو المجلس الأدنى في البرلمان، اقتراعاً بحجب الثقة عن الحكومة الجديدة، بعد يوم من منح البرلمان ثقته لتلك الحكومة التي انتهى بيرلسكوني من تشكيلها مؤخراً، بعد فوز حزبه بالانتخابات التشريعية الأخيرة. ولكن نظراً لسيطرة حزب رئيس الوزراء الجديد على غالبية مجلسي البرلمان، فقد جاء الاقتراع الذي أجراه مجلس النواب الأربعاء، في صالح الحكومة الجديدة، فيما يُنتظر أن يعقد مجلس الشيوخ، وهو المجلس الأعلى، جلسة مماثلة الخميس، للتصويت على طرح الثقة بالحكومة. وكان بيرلسكوني قد تولى رئاسة الحكومة الإيطالية مرتين، كانت الأولى خلال الفترة من مايو/ أيار 1994 إلى يناير/ كانون الثاني 1995، ثم كانت الفترة الثانية من أبريل/ نيسان 2005 إلى مايو/ أيار 2006، قبل أن يخسر بفارق ضئيل أمام رئيس الوزراء السابق رومانو برودي. ولا يمثل كبر السن عقبة أمام الملياردير وقطب الإعلام الإيطالي لتولي رئاسة الحكومة لمرة جديدة، رغم أنه كان قد تعرض لعدة أزمات صحية متكررة مؤخراً، حيث أجرى جراحة بالقلب بعد قليل من تركه المنصب. وكان برودي قد تقدم باستقالته في 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، إثر هزيمة محرجة لحقت بحكومته في تصويت للبرلمان بشأن السياسية الخارجية، بعد تسعة أشهر فقط من فترة كان من المقرر أن تمتد لخمس سنوات.(التفاصيل) من ناحية أخرى، قررت محكمة إيطالية الأربعاء استدعاء بيرلسكوني، للإدلاء بشهادته حول محاكمة مجموعة تضم 26 إيطالياً، وعدداً من الأمريكيين، على خلفية عملية اختطاف رجل الدين المصري، أسامة مصطفى حسن نصر، في عملية على صلة بنشاطات وكالة CIA الأمريكية. وقرر القاضي أوسكار ماغي، استدعاء كل من بيرلسكوني ورئيس الوزراء السابق، رومانو برودي، لتقديم معلوماتهما حول اختطاف نصر، الذي اتهم بملفات على صلة بـ"الإرهاب." ويُعتبر بيرلسكوني الشاهد الرئيسي في هذه القضية، نظراً لأنه كان يتولى رئاسة الوزراء في الفترة التي شهدت اختطاف رجل الدين المصري، في فبراير/ شباط من عام 2003. ويدعي نصر، المعروف باسم "أبوعمر"، أن مجموعة من عملاء المخابرات الأمريكية قاموا باختطافه خلال سيره في أحد الشوارع بمدينة ميلانو، وذلك ضمن عمليات عديدة مماثلة، يُعتقد أن CIA نفذتها حول العالم، في إطار ما يعرف بـ"السجون الطائرة." كما أشار إلى أن المخابرات الأمريكية قامت بنقله إلى قواعد عسكرية أمريكية في إيطاليا وألمانيا لاستجوابه، قبل أن تسلمه للسلطات المصرية التي سجنته لأربع سنوات ونصف، حيث تعرض للتعذيب، بحسب قوله. وقد جاء طلب رئيس الوزراء الإيطالي للشهادة من خلال محامي أحد المتهمين في القضية، وهو قائد سابق في الاستخبارات الإيطالية، يدعى نيكولو بولاري، وفقاً لأسوشيتد برس. ويأمل بولاري في أن يشهد بيرلسكوني على أنه كان ضد عمليات اعتقال الأجانب وترحيلهم، ومساعدته بالتالي على الإفلات من فترة عقوبة قد تمتد حتى عشر سنوات في حال إدانته. يذكر أن المحاكمة تطال أيضاً مجموعة من الأمريكيين الذين وصفهم الإدعاء بأنهم من عناصر الاستخبارات الأمريكية، الذين تجري محاكمتهم غيابياً، وقد سبق لـCIA أن رفضت التعليق على هذه القضية. |