| المجاعة كانت قد ضربت كوريا الشمالية بقوة قبل أعوام |
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN)-- أكدت مصادر دبلوماسية أمريكية أن واشنطن توصلت إلى اتفاق مع كوريا الشمالية الجمعة لمعاودة تقديم المساعدات الغذائية لبيونغ يانغ التي تعيش خطر المجاعة بسبب النقص الهائلً في إمداداتها الغذائية. وقال بيان أصدرته الوكالة الأمريكية للتنمية المستدامة أن الولايات المتحدة سترسل 500 ألف طن متري من الأغذية إلى كوريا الشمالية اعتباراً من الشهر المقبل. وتمثّل هذه الخطوة تراجعاً صريحاً عن قرار سابق قضى بوقف الإعانات الغذائية لكوريا الشمالية بانتظار الحصول على توضيحات حول هوية المستفيدين منها ومنح واشنطن وسيلة لمراقبة توزيعها. وجاء في بيان الوكالة أن المنظمات الدولية "أبدت قلقاً كبيراً إزاء النقص الحاد في الغذاء بكوريا الشمالية،" كما أن المسؤولين الكوريين "أكدوا للولايات المتحدة أنهم يواجهون أزمة كبيرة في الاحتياطيات الغذائية." وأضافت الوكالة أن المسؤولين الأمريكيين والكوريين الشماليين تمكنوا من التوصل إلى تفاهم مشترك حول سبل تحسين قدرة الولايات المتحدة على مراقبة توزيع الأغذية والتأكد من وصولها إلى المحتاجين. ووفقاً للتفاهم الجديد، فإن بيونغ يانغ ستمنح لمسؤولين من برنامج الغذاء العالمي ومنظمات أمريكية غير حكومية "إمكانية الوصول جغرافياً إلى المحتاجين ومراقبة توزيع المواد الأولية الأمريكية." وتأتي هذه الخطوة الأمريكية بعد أيام من تحذير أطلقته منظمة إنسانية في كوريا الجنوبية، قالت فيه إن سكان المناطق الريفية في كوريا الشمالية يحتضرون جراء شح الطعام وأن تعرض الشطر الشيوعي لمجاعة هائلة ليست سوى مسألة وقت. ونقلت منظمة "غود فريندز"، ومقرها سيؤول، عن مسؤولين كوريين شماليين لم تسمهم، أن الوضع الغذائي الراهن هناك يماثل موجة المجاعة التي ضربت البلاد في منتصف التسعينيات، وخلفت مليوني قتيل. واقتسبت المنظمة عن أحد المسؤولين قوله: "حتى اللحظة، لم تحدث وفيات جماعية كبيرة، نظراً لاعتياد الناس على المجاعة، على نقيض الحال في التسعينيات.. إلا أن المجاعة ليست سوى مسألة وقت." ونقلت عن مواطن في منقطة "ساروون" جنوب العاصمة بيونغ يانغ، حدوث حالة وفاة واحدة أو أثنين يومياً في المناطق الريفية المحيطة بالمدينة." ويشار أن النظام الشيوعي في كوريا الشمالية يعتمد، ومنذ منتصف التسعينيات، على المساعدات الخارجية في إطعام شعبه البالغ تعداده 23 مليون نسمة. وتدهور الوضع الغذائي في الدولة الشيوعية نحو الأسوأ هذا العام نظراً لتراجع محصول العام الماضي بسبب الفيضانات المدمرة التي اجتاحت كوريا الشمالية، التي ترفض طلب المساعدة من الشطر الجنوبي الغني منذ تولى المحافظون مقاليد حكومة سيؤول في فبراير/شباط الماضي. |