| مئات الآلاف من المباني انهارت بسبب الهزة العنيفة |
بكين، الصين (CNN) -- ضربت هزّة ارتدادية عنيفة، بلغت قوتها ست درجات على مقياس ريختر، منطقة محاذية لإقليمي سيشوان وغانزو، فجر الأحد بالتوقيت المحلي، وفق ما أعلن المركز الجيوليوجي الأمريكي في تقرير مبدئي. والهزّة هي الأحدث في سلسلة آلاف من الهزات الارتدادية التي شهدتها المنطقة منذ الزلزال الذي دمّر منطقة سيشوان، الاثنين، وقاربت قوته نحو ثماني درجات. ووفق المركز الجيولوجي الأمريكي، وقعت نحو 80 كلم جنوب غرب غوانغويان، في إقليم سيشوان، في عمق نحو 10 كلم، في حدود الواحدة صباحا وثماني دقائق بالتوقيت المحلي الصيني. ولم تتوفّر تقارير فورية عن آثار الهزّة. على صعيد آخر، أدّت مخاوف من فيضان "جدار مائي" بسبب اندفاع المياه في بحيرتين طبيعيتين، أحدثهما زلزال الاثنين، إلى إجلاء عمّال الإغاثة والإنقاذ والصحفيين والناجين، بعيدا عن أحد الأنهار المعروفة في الإقليم، مساء السبت، وفق مسؤولين صينيين. وصدّت انهيارات أرضية تسبب فيها الزلزال، سيلان نهر كوينغزهو، في مدينة بيشوان، مما أنشأ بحيرتين، وصلت فيهما كميات المياه إلى مستويات عالية، وفق مسؤول في مركز الإغاثة في غوانزهوانغ. ويخشى المسؤولون من اندفاع المياه في إحدى البحيرتين على الأقلّ، مما دفعهم إلى اتخاذ قرار بإجلاء سكّان 10 قرى. ويعيش في المنطقة نحو 30 ألف ساكن من دون احتساب أعداد عمال الإغاثة والمتطوعين والصحفيين وغيرهم. وقال الصحفي دييغو لايي إنه شاهد قافلة من عشرات الآلاف من السكان بصدد المغادرة بعد أن تلقوا أمرا من الجيش بالابتعاد عن المنطقة. وقال مسؤول في مركز الإغاثة إنّ واحدة من البحيرتين تضمّ نحو 11 مليون متر مكعّب من المياه، فيما الأخرى تضمّ نحو 1.5 مليون متر مكعّب. وقال مسؤول إنّ السلطات تخطّط لتفجير "مخطّط" يحدث ثقوبا في الجدار بما يسمح بتدفّق "مراقب ومسيطر عليه" للمياه التي ارتفع مستواها بسرعة. على صعيد آخر، استنفرت وكالة الأمن النووي في الصين موظفيها للاستعداد لطوارئ بيئية بعد الهزة الأرضية العنيفة التي ضربت إقليم "شيسوان" الذي يضم عدداً من المنشآت النووية الهامة، الاثنين الفائت. وقام "مركز السلامة من الإشعاع والنووي" التابع لوزارة الوقاية البيئية في الصين، بتفعيل خطط الطوارئ، وإعلان حالة الاستنفار بين طواقمه تحسباً من أي حوادث نووية، بعد يوم من الهزة التي ضربت الإقليم بقوة 7.9 درجة، وفق ما نقلت الأسوشيتد برس عن الموقع الإلكتروني للدائرة. ويراقب المسؤولون في الدائرة عن كثب سلامة المحطات النووية في كافة أنحاء الإقليم. وقالت وزارة الوقاية البيئية في بيان منفصل الجمعة: "مع تعمق عمليات الإنقاذ، مهامنا الرئيسية تتمحور في منع كارثة بيئية ثانوية وضمان أمان وسلامة البيئة في مناطق الكارثة." وأشاد "معهد السلامة النووية والوقاية من المواد الإشعاعية" الفرنسي بموقف السلطات الصينية في التجاوب السريع مع الهزة والمبادرة الفورية بإغلاق المنشآت النووية بغية التفتيش. وقال ثيري تشارلس، رئيس سلامة المفاعل في المعهد الفرنسي إن وكالة الأمن النووي الصينية نفت أي تسرب نووي بعد الهزة. وأشار إلى إعلان السلطات الصينية إلى "أضرار طفيفة" أصيبت بها منشآت نووية قيد التفكيك، إلا أنه نفى اطلاع السلطات الفرنسية على كافة التفاصيل المتعلقة بأي أضرار محتملة في مواقع منشآت الأسلحة النووية. | تقديرات القتلى تتجاوز 28 ألف حتى اللحظة |
وتمتلك الصين مفاعلا نوويا للأبحاث ومنشأتين اثنيتن لإنتاج الوقود النووي، بجانب أخرييين للأسلحة النووية في إقليم سيشوان، حيث تمركزت الهزة المدمرة، وفق المعهد الفرنسي. وتبعد كافة المنشآت النووية ما بين 40 إلى 90 ميلاً من مركز الهزة. وذكر تشارلس أن أسوأ المخاوف تتمثل في تفسح مباني تلك المفاعل. ويقول خبراء نوويون إن هناك عدداً من الاحتمالات في حال تضرر تلك المنشآت بصورة واسعة، خاصة تلك المجاورة لمنابع مياه. وقد ينجم عن التسرب الإشعاعي أضرار بالبيئة، إلا أن الأضرار الداخلية قد تمثل ضربة لمحاولات الصين تحديث برنامجها النووي. وتدخل"ميانيانغ" المدينة الصناعية ذات الـ700 ألف نسمة، والمقر الرئيسي لصناعة تصميم الأسلحة النووية الصينية، ضمن المناطق المنكوبة بكارثة الزلزال. ويشار أن أكبر مفاعل صيني لإنتاج البلوتونيوم في منطقة "غوانغيوان" يقع داخل منطقة الهزة. وقال هانز كريستنسي، خبير الأسلحة النووية في "إتحاد العلماء الأمريكيين" إن مفاعل "غوانغيوان" يعد مركز الصين لإنتاج المواد الانشاطرية وإصابته بإضرار سيزعزع مركز الصين في الحفاظ على قدراتها المتعلقة بالرؤوس الحربية النووية. ومن جانبه قال ماثيو بان، كبير الباحثين في جامعة هارفارد إن مخاطر التسرب النووي تعتمد في الغالب على كيفية تصميم تلك المنشآت، التي لا يعرف تفاصيلها سوى الحكومة الصينية. وعلى الصعيد الإنساني، ارتفع إجمالي ضحايا الزلزال الهائل الذي ضرب الصين مؤخراً إلى نحو 29 ألف قتيل، فيما اقترب عدد المصابين من 200 ألف جريح، وفقاً لآخر حصيلة رسمية للخسائر، والتي أعلنتها صحيفة "تشاينا دايلي" الرسمية، في عددها الصادر السبت. وقالت الصحيفة إن عدد القتلى بلغ 28881 شخصاً، في حين ارتفع عدد المصابين إلى 198347 شخصاً. وكانت مصادر إعلامية رسمية قد في العاصمة الصينية بكين قد كشفت الخميس، أن عدد ضحايا الزلزال المدمر، الذي ضرب وسط وغرب البلاد الاثنين الماضي، قد يتجاوز 50 ألف قتيل، في "أسوأ كارثة" تشهدها الصين، تسببت في انهيار حوالي 4.3 مليون مبنى. (التفاصيل) |