الاتفاق يعتبر الأول منذ عقد من الزمن
بكين، الصين (CNN)-- وافق ممثلون عن الصين وتايوان الخميس على اقتراح تبادل فتح مكاتب تمثيلية دائمة، وجاء ذلك بمثابة إشارة إيجابية لأول مفاوضات رسمية بين الطرفين منذ أكثر من عقد.
وبرز الإعلان عن الاتفاق خلال اجتماع عقده تشن يون لين، رئيس جمعية العلاقات عبر مضيق تايوان، ومقرها البر الرئيسي الصيني، وتشيانغ بين - كون، رئيس مؤسسة التبادلات عبر المضيق، ومقرها تايوان.
وقال تشن إنه منذ مارس/ آذار من العام الحالي، حدثت تغيرات ايجابية في العلاقات عبر المضيق (الفاصل بين تايوان والصين)، وذكر أن المحادثات، كما يتمنى أهالي الجانبين، "استؤنفت اليوم بعد توقف دام قرابة 10 سنوات."
وأضاف: "نشعر بالمسؤولية العظيمة لهذه المهمة الجليلة، ويجب علينا ألا ندخر وسعا لتحقيق آمال الناس على الجانبين."
وذكر تشن أن الكثير من المشكلات في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية "بحاجة إلى أن يتم بحثها عقب إغفالها لفترة طويلة من الزمن"، معرباً عن أمله في اغتنام الفرصة "لتبادل وجهات النظر على نحو فوري ونشط لوضع خطط عملية."
ويذكر أن الجانبين كانا قد دخلا في محادثات مماثلة عام 1992، حيث جرى التوصل إلى اتفاق 1992 الشهير في هونغ كونع، وفي عام 1993، أجرى رئيس الجمعية، وانغ داو هان، ورئيس المؤسسة كو تشن - فو محادثات في سنغافورة، في الاجتماع العام الأول بين شخصيات رفيعة المستوى.
وقد عُلقت المحادثات بين الجانبين عام 1999، بعد أن اقترح زعيم تايوان آنذاك، لي تنغ هوي، "نمط الدولتين" لرسم خطوط العلاقات بين الصين وتايوان.
وفي عام 2003، اتفقت الصين وتايوان على إتاحة رحلات مستأجرة خلال عيد الربيع، وهو العيد الكبير في الصين الذي تجتمع فيه الأسر، وذلك لمساعدة رجال الأعمال التايوانيين الذين يعملون في الصين على العودة إلى ديارهم.
ويذكر أن فرص التوصل إلى اتفاق بين الصين وتايوان كانت قد تعززت في مارس/آذار الماضي، عندما انتخب التايوانيون بإجماع ساحق مرشح حزب القوميين، ما ينغ-جيو، رئيساً لهم، في تصويت يعكس بوضوح رغبتهم بإقامة علاقات اقتصادية وثيقة مع الصين، وخشية من انقطاع تلك الصلات في حالة اختيار طريق إعلان الاستقلال.
والصين مازالت تعتبر تايوان، التي توجد قبالة السواحل الصينية، جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وأنها ستواصل السعي من أجل إعادة توحيدها مع الوطن الأم، وتعتبر أن العلاقات الاقتصادية الوثيقة إنما تشكل الخطوة الأولى فقط.