ارتفاع كبير في خسائر القوات الدولية
كابول، أفغانستان(CNN)-- قتل جندي تابع للقوات الدولية العاملة في أفغانستان الأربعاء، وذلك عندما انفجرت عبوة ناسفة بعربة عسكرية كان يقودها في ولاية هلمند المضطربة، ليرتفع بذلك عدد الجنود الذين قضوا خلال الساعات الـ24 الأخيرة إلى أربعة.
وكانت الولاية عينها قد شهدت الثلاثاء مقتل جنديين بريطانيين وثالث لم تحدد هويته، غير أنه يتبع قوات حلف شمالي الأطلسي، وذلك بهجمات متفرقة.
وفي سياق متصل، اتهم السيناتور الأمريكي هنري واكسمان، السفير الأمريكي في ألبانيا بالضلوع في صفقة بيع أسلحة للجيش الأفغاني اتضح أنها غير صالحة ومن صنع الصين.
واتهم واكسمان، الذي يرأس لجنة مراقبة مجلس النواب وهيئة الإصلاح، السفير جون ويثيرز بتغطية الأدلة حول الصفقة التي كشف النقاب عنها مؤخراً والتي تورطت فيها شركة أمريكية تتخذ من ميامي مقراً لها.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تجري تحقيقاً في الاتهامات التي وصفتها بأنها "جدية" مبدية ثقتها في براءة سفيرها.
وكان الجيش الأمريكي قد علّق في مارس/آذار الماضي عقد تسليح كان قد أبرمه مع شركة أمريكية تحمل اسم "AEY" لتزويد القوات المسلحة الأفغانية بالذخائر والأسلحة، بعدما اكتشف أن الشركة أخلّت بالعقد الذي كان ينص على قيامها بشراء المواد المطلوبة من المجر، وابتاعتها من الصين عوضاً عن ذلك.
وقامت الشركة أيضاً بإساءة تخزين الأسلحة والذخائر، ووضعتها في أكياس بلاستيكية وفي صناديق غير مجهزة مما عرضها للتلف، إلى جانب أن تاريخ صنع الرصاصات التي تم تقديمها يعود إلى الفترة ما بين 1962 حتى 1974.
وكانت الشركة قد حصلت على عقود بقيمة 200 مليون دولار عام 2007 لتزويد القوات المسلحة الأفغانية ببنادق هجومية وذخائر ومسدسات وأسلحة أخرى.
وقام الجيش الأمريكي في يناير/كانون الثاني الماضي بالتحقق من شحنات الأسلحة التي وصلت من قبل الشركة، فوجد المواد المرسلة في حالة غير مناسبة بعدما رميت الرصاصات في صناديق لا تمتلك المعايير المطلوبة وغلفت بالبلاستيك.
ضابط أمريكي: الهجمات ازدادت بمعدل 40% بأفغانستان
حذّر أحد كبار ضباط الجيش الأمريكي الثلاثاء من تزايد الهجمات التي تستهدف القوات الدولية العاملة في أفغانستان، مشيراً إلى أن ارتفاع العمليات التي يشنّها المسلحون بمعدل 40 في المائة، وتعمّد منفذيها ضرب مختلف المرافق المؤثرة على حياة الأفغان.
وقال اللواء جيفري شلوسر إن الفترة الراهنة تشهد "ذروة الهجمات" ضد الجيش الأمريكي وقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في البلاد، الأمر الذي يعكس تدهور الأوضاع في أفغانستان بالتوازي مع انحسار معدلات العنف في العراق.
شلوسر، الذي تحدث إلى الصحفيين في واشنطن من خلال الفيديو تحدث عن النقاط التي يستهدفها المسلحون في أفغانستان قائلاً: "نرى هجمات متعمّدة على كل ما يمكن أن يرفع مستوى رفاهية المواطن الأفغاني العادي،" مشيراً في هذا السياق إلى ضرب البنى التحتية والطرق والمنشآت الحكومية.
وأضاف: "نحن في ذروة فترة القتال هنا في أفغانستان، ووفقاً لأرقامنا، فإن الهجمات ازدادت بنسبة 40 في المائة مقارنة بالعام الماضي."
وسارع وزارة الدفاع الأمريكية إلى إيضاح ما ورد على لسان شلوسر بالإشارة إلى أن ازدياد الهجمات "لم يؤثر على معدل الخسائر الأمريكية الميدانية" في محاولة لتخفيف ضغوطات السياسيين المعارضين الذين قد يركزون على هذا الجانب.
ولفتت مصادر الجيش الأمريكي إلى أن ارتفاع معدلات العنف لا يعود لزيادة الهجمات فقط، إنما لواقع أن القوات الأمريكية والأفغانية تدخل مناطق جديدة في البلاد لم يسبق لها أن فرضت سيطرتها عليها إبان إسقاط نظام حركة طالبان عام 2001.
وبالمقارنة، فإن الأوضاع العسكرية تتجه نحو التأزم بالنسبة للقوات الأمريكية في أفغانستان، بالتوازي مع تزايد الهدوء النسبي في العراق، حيث عادت معدلات العنف إلى أدنى نسبها وتقلصت الخسائر العسكرية بصورة كبيرة.