| زلزال 12 مايو أسوأ كارثة طبيعية تشهدها الصين |
بكين، الصين (CNN)-- أعلنت السلطات الصينية الأربعاء أن حصيلة الزلزال المدمر، الذي ضرب مقاطعة "سيشوان" في جنوب غربي البلاد في 12 مايو/ أيار الماضي، ارتفعت إلى 69 ألف و122 قتلى على الأقل، بزيادة تصل إلى 88 قتيلاً عن آخر حصيلة رسمية لضحايا الزلزال، الذي وصف بأنه "أسوأ كارثة طبيعية" تشهدها الصين. وقالت وزارة الشؤون المدنية إن عدد الجرحى الذي جرى تسجيلهم حتى صباح الثلاثاء، بلغ 373 ألف و577 شخص، إلا أن عدد المفقودين جراء الزلزال تراجع إلى 18 ألف و230 شخص، فيما كانت تقارير سابقة قد ذكرت أن عدد المفقودين يتجاوز 20 ألف شخص. وجاء الكشف عن هذه المحصلة الجديدة للضحايا، بعد يومين من إعلان السلطات الصينية عن تحطم مروحية نقل عسكرية خلال مهمة إنقاذ بإقليم "سيشوان" الأحد، في الوقت الذي تسابق فيه السلطات الصينية الزمن لتجفيف بحيرة شكلها الزلزال، والتي تهدد حياة الناجين في المنطقة المنكوبة. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الصينية "شينخوا" أن المروحية كانت تقل عشرة مصابين بجانب أربعة من أفراد الطاقم، أثناء تحطمها في أحوال جوية سيئة ساد خلالها الضباب مقاطعة "وينشوان" بإقليم "سيشوان." وما زالت أنحاء واسعة من الصين تعاني من نتائج الهزات الارتدادية القوية التابعة للزلزال، الذي بلغت قوته 7.9 درجة، وأسفرت عن انهيار نحو 420 ألف منزل وانتشار ملايين من المنكوبين المشردين على امتداد المناطق المتضررة. ويواصل المسؤولون الصينيون السباق مع الزمن، وذلك في محاولة لإيجاد حل لأزمة البحيرات، التي تشكلت بفعل سد مجاري الأنهار بالأنقاض بعد الزلزال، حيث جرى إجلاء أكثر من 150 ألف شخص، وسط قلق من تأثر الملايين بفيضان محتمل للمياه. وبدأت السلطات الصينية الأسبوع الماضي، إجلاء الآلاف من السكان من إقليم "سيشوان" استعداداً لنسف 35 بحيرة مختلفة تشكلت جراء الزلزال، حيث بدأ المئات من المهندسين والعسكريين الاثنين الاستعداد لتنفيذ المهمة وقطع الصخور التي تحيطها بعشرة أطنان من أصابع الديناميت. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "شينخوا" أن قرابة 130 ألف فروا، وسط توقعات بارتفاع الرقم إلى أكثر من مليون، مع تزايد المخاوف من انهيار سدود مائية في المنطقة الواسعة جنوب غربي الصين. وقال وزير الموارد المائية في الصين، لوي نينغ، إن بحيرة "تانجيشان"، التي تشكلت بسد الانزلاقات الأرضية جانباً من نهر "جيانهي"، تحوي 130 مليون متر مكعب من المياه، ويرتفع منسوب المياه في النهر بمعدل قرابة ستة أقدام يومياً. من جانبه، قال نائب الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في خطاب ألقاه أمام المؤتمر الـ18 لجمعية "آسيا للشركات الآسيوية"، إن الزلزال يُعد الأقوى منذ تأسيس الصين الجديدة في عام 1949، مشيداً في الوقت نفسه بـ"المساعدة القيمة التي قدمتها الدول الأجنبية والمنظمات الدولية والأصدقاء"، من أجل جهود الإغاثة من الزلزال. وقال شي، إنه "تم عقب الزلزال إرسال عدة فرق إنقاذ أجنبية، ومتخصصين طبيين، إلى المناطق التي ضربها الزلزال، للبحث عن الأشخاص وإنقاذهم." وأضاف قوله إن مواد وأموال الإغاثة المقدمة من المجتمع الدولي، تواصل تدفقها إلى المناطق التي ضربها الزلزال. وأضاف أن "الشعب الصيني سيتغلب بالتأكيد على جميع الصعوبات، لكي يحقق النصر في أعمال الإغاثة من الزلزال، ويفي بالوعد الصارم بإقامة أولمبياد بكين، والأولمبياد الخاص، على نحو مميز ورفيع المستوى." وفي شق متصل، رجح خبير في علم الزلازل استمرار الهزات الارتدادية التي تلت هزة 12 مايو/ أيار، لمدة شهرين أو ثلاثة، وفق ما نقلت "شينخوا." ونقلت الوكالة عن خه يونغ نيان، النائب السابق لمدير المكتب الصيني لرصد الزلازل وخبير الزلازل "أنه استناداً إلى التوابع الارتدادية وقوتها، فمن المرجح استمرارها لتلك الفترة." وذكر المكتب الصيني لرصد الزلازل أنه حتى ظهر الاثنين، تم رصد 182 هزة ارتدادية، تجاوزت قوتها أربع درجات بمقياس ريختر فى سيشوان. وأسفر آخر تلك التوابع، وقوته 6 درجة عن مصرع ثمانية أشخاص على الأقل الأحد. |