 | | السلطات قامت بإجلاء أكثر من 250 ألف شخص كانوا يعيشون على ضفاف البحيرة |
(شاهد التقرير)بكين، الصين (CNN)-- بدأت السلطات الصينية استعدادات طارئة لمواجهة فيضان إحدى البحيرات التي تشكلت من جراء الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم "سيشوان" جنوب شرقي الصين، في 12 مايو/ أيار الماضي، في الوقت الذي ارتفعت فيه حصيلة ضحايا الزلزال إلى 69 ألف و127 قتيلاً. ويتوقع المسؤولون الصينيون أن تبدأ المياه في الفيضان من ضفاف بحيرة "تانغجياشان"، بينما تواصل الهزات التابعة لزلزال الشهر الماضي ضرب المنطقة، حيث شهدت الساعات الأربعة والعشرين الماضية، حتى ظهر الخميس، وقوع أربعة زلازل ارتدادية، تراوحت شدتها بين 4.5 و5.3 درة على مقياس ريختر. وقامت قوات الجيش الصيني بإنشاء حواجز من الصخور وأنقاض المباني التي دمرها الزلزال، لتشكيل سدود صناعية لحجز المياه خلفها في البحيرة، الواقعة بمقاطعة "بيشوان"، فيما قدرت السلطات حجم المياه التي تجمعت بتلك البحيرة، بحوالي 65 مليار غالون، أي ما يعادل نحو 211.6 مليون متر مكعب. ونقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" عن وزير الموارد المائية، تشين لي، قوله إن مستوى المياه في بحيرة "تانجياشان" ارتفع إلى 4.5 قدم، تعادل 1.4 متر، مع ارتفاع مستويات المياه بصورة مطردة إلى النقطة التي يعتقد المهندسون أن بإمكانهم عندها فتح قناة التصريف. وقال الوزير الصيني في اجتماع عقده مساء الأربعاء في سيشوان: "يجب علينا الاستعداد للتعامل مع أسوأ الاحتمالات، ولكن علينا أن نسعى بجد لتحقيق أفضل النتائج"، مشيراً إلى أن "التمكن من تصريف المياه أمر ضروري، لضمان سلامة الأهالي في اتجاه مجرى النهر"، في إشارة إلى نهر "جيانجيانغ." ومن المتوقع أن تبدأ البحيرة في تصريف المياه، بمجرد أن تصل إلى أدنى نقطة من السد، فيما لم يتضح حتى اللحظة، متى ستبدأ السلطات في تنفيذ عملية التصريف، في الوقت الذي تسود فيه مخاوف من حدوث بعض الانهيارات الأرضية نتيجة هذه العملية. وذكر متحدث باسم مقر التحكم في البحيرات، أن فرق الطوارئ تأمل في تصريف مياه البحيرة الخميس، ولكن "عوامل مفاجئة"، مثل وقوع انهيارات أرضية جديدة، وهطول أمطار أكثر من المتوقع، زادت من خطر تدفق مياه البحيرة، مما قد يؤدي إلى إغراق العديد من المناطق في اتجاه مجرى النهر. وقال المتحدث الصيني، إن سد الطمي والصخور، الناتج عن انهيار أرضي في نهر "جيانجيانغ"، معرضة أيضاً لخطر الانهيار تحت ضغط من الحجم المتزايد للمياه خلفه، مشيراً إلى أن عمليات تسرب للمياه تم رصدها خلال الأيام القليلة الماضية وراء السد. وأضاف المتحدث أن ما يزيد على 600 من رجال الشرطة والجنود، قاموا بحفر قناة طولها 475 متراً لتحويل المياه من البحيرة بمدينة "ميانيانغ" في مقاطعة "بيشوان"، بإقليم "سيشوان"، الأكثر تضرراً نتيجة الزلزال، الذي بلغت قوته 7.9 درجة على مقياس ريختر. وحذر متحدث حكومي آخر من حدوث انهيار أرضي هائل مفاجئ عند منطقة الروافد العليا للنهر، مما قد يؤدى إلى تدفق ما يزيد على 20 مليون متر مكعب من الطمي والصخور في البحيرة، وهو الأمر الذي يهدد بحدوث أمواج عالية، قد تتسبب بإغراق مساحات واسعة. وقامت السلطات الصينية بنقل ما يزيد على 250 ألف شخص في "ميانيانغ" بموجب خطة تقوم على أساس تدفق ثلث مياه البحيرة على ضفافها، فيما تتضمن خطتان أخريان نقل 1.2 مليون شخص، في حالة تدفق نصف كمية المياه المحتجزة في البحيرة، أو 1.3 مليون شخص، في حالة فتح الحاجز تماماً. ويتوقع مكتب الأرصاد الجوية بإقليم "سيشوان" سقوط أمطار رعدية في مقاطعة "بيشوان" خلال الساعات القليلة القادمة، مع إمكانية أن تصل الأمطار إلى ذروتها مساء الجمعة، ليصبح ارتفاعها 20 ميلليمتراً. وتصل مساحة منطقة الروافد العليا لنهر "جيانجيانغ" إلى 3350 كيلومتراً مربعاً، وتقدر السلطات أن سقوط أمطار بارتفاع ملليمترين في هذه المنطقة، من شأنه أن يؤدي إلى زيادة مستوى مياه البحيرة بمقدار متر واحد على الأقل. وكانت الانزلاقات الأرضية، التي تسبب بها الزلزال المدمر، قد شكلت سدوداً في نهر "جيانجيانغ"، مكونة البحيرة، وتتخوف السلطات من فيضان البحيرة، أو أن تؤدي تصدعات في السد الشرقي، بفعل زلزال جديد أو هزة ارتدادية، إلى فيضان قد يغرق القرى في أسفل المنطقة. وبدأت السلطات الصينية قبل نحو أسبوعين، إجلاء الآلاف من السكان من إقليم "سيشوان" استعداداً لنسف 35 بحيرة مختلفة تشكلت جراء الزلزال، حيث بدأ المئات من المهندسين والعسكريين الاستعداد لتنفيذ المهمة. وفي أحدث حصيلة تعلنها السلطات الصينية لضحايا الزلزال، قالت وزارة الشؤون المدنية الخميس، إن عدد القتلى ارتفع إلى 69 ألف و127 قتيلاً، بزيادة خمسة أشخاص عن آخر حصيلة معلنة، فيما لا يزال 17 ألف و918 في عداد المفقودين، بينما بلغ عدد الجرحى 373 ألف و612 مصاب. | 
