لقطة للهجوم الذي تعرض له مركز التجاري العالمي بنيويورك
غوانتانامو، خليج كوبا (CNN) -- قال العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، خالد شيخ محمد، لقاضي المحكمة العسكرية الخميس، إنه سيعترف بالتهم الموجهة إليه والمتعلقة بدوره المزعوم في التخطيط لتلك الهجمات.
وكان خالد شيخ محمد، قد قال لقاضي المحكمة العسكرية في غوانتانامو الخميس إنه يرغب بأن يموت "شهيداً"، وذلك في معرض رده على سؤال حول ما إذا كان يعرف أنه يواجه عقوبة الإعدام، إذا تخلى عن محاميه.
وقال محمد للقاضي، العقيد رالف كولمان، إنه يرغب في أن يمثل نفسه، فما كان من القاضي إلا أن سأله مرات عديدة، ما إذا كان يعلم أنه يواجه عقوبة الإعدام، فأشار محمد في رده على إحدى المرات قائلاً: "هذا ما أرغب به، أرغب في أن أموت شهيداً."
وكان محمد قد طلب في بداية الجلسة من القاضي أن يصرف فريق الدفاع عنه ويمثل نفسه، موضحاًَ أنه لا يقبل بأي محامي دفاع لأنه لا يؤمن سوى بالشريعة الإسلامية.
وبدا خالد شيخ محمد أنحف مما كان عليه في الصورة التي التقطت له عندما اعتقل قبل خمس سنوات، وبدأ بالصلاة باللغة العربية وكررها بالإنجليزية عندما خاطبه القاضي كولمان، غير أن الأخير قاطعه قائلاً: "أفهم أنك مقيم في هنا (معتقل غوانتانامو) منذ وقت طويل وأن لديك بعض الأمور التي تود التحدث عنها."
وعندما طلب خالد شيخ محمد أن يمثل نفسه، قاطعه محاميه قائلاً إن موكله لم يفهم أهمية الترتيبات والمحاكمة، ففسر له القاضي أنه ليس من الملائم أن يمثل نفسه، وعندها سأله القاضي عما إذا كان يفهم معنى هذا الكلام، فقال له خالد إنه يفهم ذلك.
وكانت محاكمة خالد شيخ محمد وأربعة من أبرز المتهمين بتورطهم في هجمات 11/9 قد بدأت في معسكر غوانتانانمو الأمريكي المخصص لكبار المعتقلين من تنظيم القاعدة وحركة طالبان الخميس.
وهؤلاء الخمسة متهمون بلعب أدوار في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، على نيويورك وواشنطن والتي أدت إلى مقتل حوالي 3000 شخص، ويواجهون عقوبات الإعدام إذا ما تمت إدانتهم.
وتشمل لائحة الاتهام الموجهة بحقهم جريمة "القتل المخالف لقوانين الحرب" و"الإيذاء المتعمد" والانخراط في أعمال إرهابية.
وتأتي المحاكمة بعد أعوام قضاها المتهمون في سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، وينتظر المراقبون لمعرفة ما إذا كان القضاة سيقبلون أدلة أو اعترافات تقدّم بها المتهمون بعد خضوعهم لوسائل الاستجواب المثيرة للجدل، في حين يعتبر بعض وكلاء الدفاع أن البيت الأبيض يرغب باستغلال المحاكمة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وإلى جانب شيخ محمد، سيمثل أمام القضاة كل من رمزي بن الشيبة، وهو متهم أيضاً بتنظيم هجوم 11 سبتمبر/أيلول، ووليد بن عطاش، المشتبه بتدريب مجموعة مختطفي الطائرات المدنية التي استخدمت بتنفيذ الهجوم.
وذلك إلى جانب مصطفى الحوساوي وعلي عبد العزيز علي الملقب بـ"عمار البلوشي،" وهما متورطان، وفقاً للإدعاء العام الأمريكي، بتأمين تمويل العملية.
وعلمت CNN أن الرائد جون جاكسون، محامي الحوساوي، طلب تأجيل المحاكمة بسبب عدم توفير ما يكفي من الوقت له للاجتماع بموكله منذ أن وجّهت التهم رسمياً إليه في مايو/أيار الماضي، غير أن القاضي، وهو العقيد البحري، رالف كولمان، رفض طلبه.
خالد شيخ محمد كان قد أقرّ بتخطيطه للهجمات
وقال جاكسون لـCNN: "لا نريد أن نكون في وضع يُحرم فيه المتهم من الدفاع، لقد حُرم المتهمون حق توكيل محامين عنهم خلال الأعوام الأربعة الماضية، والآن سيمثلون أمام القضاة بعد أن التقوا بهم لمرتين فقط.. يجب أن يكون للدفاع فرصة بناء علاقة مع هؤلاء الأشخاص والتحدث معهم حول قضيتهم."
ويرى بعض أطراف الدفاع أن الإدارة الأمريكية الحالية ترغب في الإسراع بمحاكمة أفراد المجموعة للتأثير على الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، وقد عبّر الكومندور براين ميزار، محامي الدفاع عن علي عبد العزيز علي، علناً عن وجهة النظر هذه.
غير أن مكتب الهيئات الخاصة التابع لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" نفى ذلك بشدة، وقال الجنرال توماس هارتمن، المستشار القانوني للمكتب، إن البدء بالمحاكمة لا يعني حرمان الدفاع خلالها من الوقت اللازم للعمل وإعداد الدفوع والمطالبة بالتأجيل.
ويرى بعض خبراء القانون أن القضية الرئيسية التي قد تبرز خلال الجلسات وتؤخر عمل المحكمة تتمثل في إمكانية قيام الإدعاء الأمريكي بتقديم إثباتات واعترافات انتزعها من المتهمين عبر استخدام وسائل وتقنيات استجواب مثيرة للجدل، مثل "الإيهام بالإغراق."
وقد طبّقت هذه التقنية بحق شيخ محمد الذي اعترف في إفادة مكتوبة، تُليت بجلسة استماع في مارس/آذار 2007، بمسؤوليته عن التخطيط لهجمات 11 سبتمبر/أيلول "من الألف إلى الياء."
كما يقول الدفاع إن الإدعاء سيقدم معلومات وشهادات قائمة على "شائعات" أو تقارير غير مؤكدة، مطالبين برفض اعتمادها رسمياً بمثابة أدلة إثبات.
وعلمت CNN أن الجلسة ستبدأ بقراءة القاضي التهم الموجهة للمتهمين بحضورهم، ويقوم بعدها بإعلام كل متهم بحقوقه وواجباته، ومن ثم يسألهم عمّ إذا كانوا يرغبون الإقرار بمسؤوليتهم، وقال بعض وكلاء الدفاع إن عدداً من المتهمين قد يطلبون الكلام.
وسيجلس الحضور في قاعة مفصولة بزجاج عن قوس المحكمة الذي يضم القضاة والمحامين والمتهمين، وسيتحكم القاضي بخيار قطع الصوت أو تأخيره بهدف حجب معلومات سرية قد تظهر خلال الجلسة.