باريس، فرنسا (CNN)-- أكد كريستوف دو مارغوري، الرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية العملاقة للنفط والغاز، أن ما يتردد عن انتهاء عصر النفط الرخيص الاستخراج أمر غير صحيح، لأن دول الخليج تمتلك احتياطيات من هذا النوع لكنها تمنع الشركات العالمية من الوصول إليها بسبب استراتيجيات تتعلق بحفظ الثروة للأجيال المقبلة.
وذكر مارغوري، في حديث لبرنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN"، أن استخدام مصطلح "مضاربات" لوصف ما يحدث في أسواق النفط وارتفاع أسعار البرميل إلى حدود 80 دولاراً، معتبراً أن الوصف الأدق هو "توقعات مستقبلية، مؤكداً أن طموح شركته للاستثمار في إيران لا تتعارض مع الحظر المفروض على طهران بسبب ملفها النووي.
وعن الأسعار الحالية النفط الذي قفز من 35 دولاراً للبرميل إلى قرابة 80 دولاراً خلال أشهر قليلة رغم الركود العالمي ودور المضاربات في هذا السياق قال مارغوري: "أنا أكره كلمة مضاربات، لأنها تعني القيام بأمور بصورة غير صحيحة، أما ما يحدث على الأرض فهو تحركات تقودها التوقعات المستقبلية."
وأضاف أن الطلب يعتمد حالياً على الترجيحات المتعلقة بالحاجات المستقبلية قائلاً: "من الصحيح أن السوق اليوم فيها مخزون كبير وهي مشبعة، ولو كان الأمر يعتمد على العرض والطلب القصير الأمد لكانت الأسعار أدنى بكثير مما هي اليوم."
وعن التوقعات التي ترجح عودة النفط إلى حاجز 100 دولار خلال الأعوام الثلاثة أو الأربعة المقبلة قال: "من الصعب تحديد ما إذا كانت الأسعار ستبقى أدنى من حاجز مائة دولار أو أنها ستتجاوزه، ولكن الأمر المؤكد هو أن الأسواق تتوقع ارتفاع الأسعار، والسبب هو عدم وجود قدرات إضافية للإنتاج على الأمد القصير، وهنا لا أقصد الاحتياطيات النفطية، فهي كبيرة، لكن قدرات الإنتاج ليست كذلك."
وحول التقارير التي تشير إلى أن "النفط الرخيص" بات من الماضي بسبب وجود الاحتياطيات العالمية المتبقية عند أعماق كبيرة يتعذر الوصول إليها بسهولة قال مارغوري: "ما زال هناك نفط رخيص، ولكن تلك الاحتياطيات مخزنة من قبل دول تواجه خيارات إستراتيجية حول كميات النفط التي ترغب بإنتاجها حالياً وتلك التي تريد تركها لتستفيد منها الأجيال المقبلة."
ولدى سؤاله عمّا إذا كان يقصد بذلك دول الخليج، وفي طليعتها السعودية قال الرئيس التنفيذي لشركة توتال: "بالتأكيد، وتكلفة استخراج هذه الاحتياطيات رخيصة نوعاً ما، وفي ظل عدم قدرتنا كشركات نفطية عالمية على الوصول إليها نضطر إلى الذهاب نحو دول أخرى يمكن الوصول إلى احتياطياتها، ولكن وسط ظروف معقدة، مثل أنغولا ونيجيريا وخليج غينيا والأحواض الموجودة في أعماق البحر بخليج المكسيك، واستخراج النفط من تلك الأماكن أمر مكلف للغاية."
وأوضح مارغوري أن شركته لا تخشى العمل في الأماكن الخطرة، مثل اليمن، وهي تفاوض إيران حول استثمار حقول أخرى، مضيفاً: "هذه المهنة بالطبع ليست سهلة، لذلك فنحن في اليمن وفي ميانمار، وقد ندخل يوماً ما السودان."
ودعا مارغوري إلى ضرورة التفريق بين عمل شركات النفط، التي تعتمد على استثمارات طويلة الأمد ومشاريع يحتاج تطويرها إلى عقود طويلة، وبين قرارات العقوبات التي تصدر بحق دول معينة، مثل إيران وتتطلب تنفيذاّ فورياً
وأوضح: "النفط والغاز عبارة عن استثمارات طويلة الأمد، ولا يمكننا التوقف عن العمل فيها، هذا قطاع صعب.. نحن نحترم الدول والحكومات ولكن لدينا عمل نقوم به أيضاً وعليهم تفهم طبيعته."
واعتبر مارغوري أن المشكلة الموجودة حالياً بين شركته وإيران لا تتعلق بالعقوبات، بل بشروط العقد نفسها، مضيفاً أنه في حال التوصل إلى اتفاق مقبول سيتم التباحث في الشأن السياسي المتعلق بالعقوبات مع السياسيين "خلف أبواب مغلقة."
وأضاف: "فالقضية مع إيران ليست قانونية، لأنه لا توجد موانع قوانين في أوروبا تمنع الاستثمار فيها، هناك فقط قضية التكنولوجيا التي يمكن أن يكون لديها استخدامات مزدوجة، وهذا يصعب عملنا بعض الشيء لكن سوى ذلك لا حائل قانوني يمنعنا من العمل هناك."
ولم يخف المدير الفرنسي امتعاضه من سياسة فرض العقوبات، قائلاً إن على شركات النفط أن "ترفع صوتها" في هذا الإطار، باعتبار أنها مسؤولة عن توفير مصادر الطاقة للعالم، وسيتم محاسبتها إذا تراجع المعروض من هذه المادة في الأسواق.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.