دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال خبراء إن مجموعة من العوامل المتزامنة تلعب حالياً دوراً كبيراً في ارتفاع أسعار النفط، بينها القلق الأمني حيال الوضع في إيران ونشاط المضاربين، غير أنهم لفتوا إلى أن العامل الأساسي يبقى حقيقة أن النفط المتوافر على سطح الأرض بات صعب الاستخراج بسبب تراجع المخزون في الكثير من الأحواض الأساسية.
ويشرح فاهين زانويان، كبير مدراء "مصرف الطاقة الأول" في البحرين طبيعة هذه المرحلة الجديدة لبرنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" بالقول: "صعوبات العثور على النفط واستخراجه هي ما يدفع الأسعار عالياً في الفترة الراهنة، وأنا أؤكد أنه لولا ذلك لما تجاوز سعر النفط حاجز 20 دولاراً للبرميل في ظل الركود الاقتصادي الحالي."
ويضيف زانويان بالقول: "لقد جرى قطف الثمار الدانية، وبعد 40 عاماً لم يعد أمامنا سوى الثمار الصعبة المنال" في إشارة منه إلى انتهاء عصر النفط الرخيص."
ويرى خبراء أن النفط الرخيص مازال متوافراً، فدولة الإمارات العربية المتحدة مثلاً تتربع فوق ثمانية في المائة من احتياطيات النفط العالمية، واستخراج تلك الكميات، وفق محللين ليس أمراً مكلفاً وهو يتراوح بين خمسة وعشرة دولارات للبرميل.
ولكن سيطرة الحكومات على تلك الكميات يجعلها تتحكم بعمليات الإنتاج، وفي هذا السياق يقول جوناثان ستيرن، المحلل لدى مركز أكسفورد لدراسات الطاقة: "لقد سيطرت شركات النفط الوطنية والحكومات على مخزونات النفط السهلة الاستخراج على أراضيها، وهي تمتلك القدرة والتكنولوجيا على الاستخراج منها بنفسها، ولا حاجة لها للشركات العالمية."
ويضيف ستيرن: "ما نراه اليوم (لجهة ارتفاع أسعار النفط) متعلق بالتكلفة المرتفعة للإنتاج، لأن استخراج النفط لم يعد رخيصاً، لذلك فلا بد من الحديث عن مستويات سعرية تتراوح بين 40 و50 دولاراً للبرميل على الأقل كي يتمكن المنتجون من الحصول على أرباح."
ومع أن أسواق الطاقة شعرت بالتفاؤل مؤخراً حيال مستقبل احتياطيات النفط العالمية، بعد الحديث عن اكتشاف أحواض ضخمة في خليج المكسيك، وكذلك قبالة سواحل البرازيل وفي كازاخستان، ولكن ذلك لم يحجب الأنظار عن حقيقة أن مخزون الآبار القديمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتناقص بسرعة، في حين ترتفع كلفة الاستخراج منها.
وبموازاة الحديث عن اكتشافات النفط المهمة العام الماضي، تراجع القلق حيال احتمال وصول العالم إلى نقطة يعجز عندها المنتجون عن تلبية الطلب على الطاقة، إلا أن أسعار النفط عند مستويات 80 دولاراً تشير بالتأكيد إلى أننا على أبواب مرحلة جديدة.
ومع صعوبات الاستخراج لأسباب تقنية، هناك المصاعب الناجمة عن حالة عدم الاستقرار في بعض الدول المنتجة للطاقة، وخاصة العراق وإيران.
ومن المتوقع أن تنفق الشركات المنتجة للنفط والغاز خلال العقدين المقبلين 13 ترليون دولار لتعويض الاحتياطيات المستهلكة، وذلك في أماكن غنية بالنفط، بما في ذلك الشرق الأوسط.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.