العقارات الجديدة تطل على سوق القدس القديم

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في الوقت الذي ينشغل الفلسطينيون فيه بحل الصراع الداخلي القائم بين حركتي فتح وحماس لإدارة السلطة الفلسطينية، يستمر الإسرائيليون في استقطاب المزيد من المستثمرين لإنعاش الاقتصاد المنهار، الذي لم يسلم منه أحد.

ولعل المشاريع العقارية المزدهرة، التي تقوم على حساب العديد من الفلسطينيين، المجبرين على الرحيل من مناطقهم بسبب استمرار سياسة الاستيطان، كانت بمثابة فرصة لتحقيق حلم البعض في العيش بالأراضي المقدسة، والمشاركة في حلم قيام دولتهم المستقلة.

وفي هذا السياق، تقول شيلي ليفاين، وهي وسيطة عقارية تعمل في القدس منذ 22 عاما، إنها عاشت خلال معظم الأحداث السياسية التي مرت بها المنطقة، كالانتفاضة مثلا، إلا أن القدس، برأيها، تبقى مركزا مهما للاستثمار العقاري مهما صعبت الأمور، وذلك نظرا لمكانتها الدينية.

وأكدت ليفاين أن العقارات تعاني من انخفاض في أسعارها، نظرا لقلة الطلب عليها، وخاصة من المستثمرين القادمين من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، والذين يشكلون معظم زبائنها.

وتتولى ليفاين مجموعة من الشقق الفخمة التي تقع في قلب القدس وتطل على السوق القديمة، حيث تصل تكلفة الشقة الواحدة هناك إلى ما بين مليون و 1.3 مليون دولار أمريكي.

وقد انخفضت نسبة المستثمرين الأجانب بحوالي 60 في المائة منذ بداية الأزمة المالية، إلا أن البعض مثل موريس بيليد، الطاعن في السن، لا يحتمل الانتظار، حيث أنه يستعد للانتقال من لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية إلى القدس، للعيش في الشقة الجديدة التي ابتاعها في المدينة.

ويقول بيليد، الذي يبدو أنه لا يريد إضاعة فرصته في الانتقال إلى القدس بسبب عمره، ويوضح قائلاً: "سني المتقدم لا تسمح لي بالانتظار حتى انخفاض الأسعار أكثر من ذلك."

أما بالنسبة إلى كلود وإيف موراويكي، فقد قدما من بريطانيا وقاما بشراء شقتهما العام الماضي، عندما كانت الأسعار مرتفعة، وذلك من أجل تمضية إجازتهم السنوية مع العائلة هناك.

وتقول إيف: "لم أندم أبدا لشراء الشقة.. إنه استثمار رائع."

وفي ظل عدم اتضاح أفق نهاية الأزمة المالية، تبقى رغبة الملايين من الأجانب للعيش في القدس الأمل الوحيد أمام أصحاب هذه المشاريع لتسويق عقاراتهم في مدينة تعتبر إحدى أقدم مدن العالم.