قطاع السيارات يترنح تحت وطأة أزمة مالية عاصفة وركود اقتصادي خانق
(CNN) -- مددت حكومة واشنطن الجمعة حزمة المساعدات المالية لقطاع السيارات الأمريكية بالإعلان عن 1.5 مليار دولار كقرض جديد "لكرايسلر فاينانشال" فيما دخلت "فورد كريديت" مباحثات للحصول على مساعدات فيدرالية.
وتأتي المساعدات الأخيرة من برنامج الحكومة للإنقاذ المالي الذي خصصت إدارة الرئيس جورج بوش، وبقيمة 700 مليار دولار، لإنقاذ المؤسسات المتعثرة في ظل أزمة مالية عالمية وركود اقتصادي خانق.
وتعكف وزارة الخزانة الأمريكية على أعداد المزيد من الصفقات والترتيبات من برنامج المساعدات الذي يعرف باسم "برنامج إغاثة الأصول المتعثرة" - TARP"، وأعلنت الجمعة عن تقديم 20 مليار دولار كمساعدات إلى "بنك أوف أمريكا" لحصر خسائر المصرف التي بلغت 118 مليار دولار كأرصدة متعثرة.
وتقول الحكومة الفيدرالية إن تقديم مساعدات إلى الأذرع المالية لكرايسلر و"فورد" سيتيح للشركتين مواصلة تقديم قروض سيارات وحتى تمكنهما من توفير المزيد من النقد للتقديم تسهيلات ائتمانية وقروض للطلاب والشركات الصغيرة.
وتعهدت الحكومة الأمريكية، حتى اللحظة، بتقديم مساعدات مالية من برنامج "تارب" كالآتي: 17.4 مليار دولار إلى "جنرال موتورز" و"كرايسلر" و6 مليارات دولار لـGMAC، الذارع المالي لجنرال موتورز، و1.5 مليار دولار الأخيرة إلى "كرايسلر فاينانشال."
وعلى نقيض "كرايسلر" و"جنرال موتورز"، بدأت "فورد كريديت" مباحثات مع الحكومة لتلقي مساعدات عبر برنامج "TALF - Term Asset-Backed Securities Loan Facility" - تسهيلات قروض مدعومة بسندات أرصدة - الذي أسسته وزارة الخزانة والاحتياط الفيدرالي (المصرف المركزي) لتقديم قروض لقطاع السيارات والطلبة والمستهلكين، وفق تقرير "واشنطن بوست"
ورغم إعلان "فورد" من قبل قدرتها على الاستمرار دون مساعدات فيدرالية، إلا أن الشركة تواصل طلب معاملتها كنظيريتها "كرايسلر" و"جنرال موتورز."
وكانت "كرايسلر" قد تلقت في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، 4 مليارات دولار كقرض طارئ من الخزانة الأمريكية، في إطار خطة حكومية لإنقاذ قطاع السيارات المتعثر في الولايات المتحدة.
وقال رئيس مجلس إدارة "كرايسلر"، بوب نارديلي، إن الأموال ستساعد الشركة في اجتياز الأزمة المالية الراهنة.
وأضاف في بيان الجمعة: "هذا القرض المبدئي سيتيح لنا مواصلة عملية إعادة الهيكلة."
ومن جانبها، أكدت الخزانة الأمريكية، وعلى لسان الناطقة باسمها بروكلي ماكلولين، الصيغة النهائية لقرض كرايسلر، والبالغ 4 مليارات دولار.
و"كرايسلر"، هي الثانية، بعد "جنرال موتورز" التي تتلقى مبلغاً مماثلاً - 4 مليارات دولار - ضمن سلسلة قروض طارئة مقدمة من الحكومة الأمريكية لإنقاذ قطاع السيارات المتعثر تحت وطأة الأزمة المالية.
وقدمت تلك القروض من صندوق برنامج "TARP" - لإنقاذ المؤسسات المالية والقطاع المصرفي، ورصدت له الحكومة الأمريكية 700 مليار دولار في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
واضطر الرئيس الأمريكي، جورج بوش، إلى اللجوء لسحب أموال من برنامج "تارب" لإنقاذ صناعة السيارات المتعثر، نظراً لفشل الكونغرس في تمرير حزمة مساعدات مشابهة لإنقاذ القطاع من الانهيار.