أوكرانيا تتهم روسيا بخفض إمدادات الغاز
كييف، أوكرانيا (CNN)-- تصاعدت حدة النزاع القائم بين موسكو وكييف بشأن "الغاز" عندما اتهمت أوكرانيا الثلاثاء، روسيا بقطع إمدادات هذه المادة الحيوية إلى أوروبا.
وقالت "نافتوغاز"، شركة الغاز الحكومية الأوكرانية، الثلاثاء إن عملاق الغاز الروسي "غازبروم" خفض إمدادات الغاز الذي يمر عبر أوكرانيا إلى تسع دول أوروبية معظمها من أوروبا الشرقية.
وأوضحت أوكرانيا أن "غازبروم" ستخفض إمدادات الغاز إلى بلغاريا ورومانيا واليونان وتركيا وبولندا وهنغاريا وسلوفاكيا وألمانيا.
في المقابل نحت "غازبروم" باللائمة في تفاقم الأزمة على أوكرانيا.
وقالت الشركة الروسية في مؤتمر صحفي في لندن الثلاثاء، أن أوكرانيا أغلقت ثلاثة أنابيب لمرور الغاز في وقت مبكر من اليوم، ما خفض بالتالي إمدادات الغاز.
وأعلن نائب الرئيس التنفيذي في "غازبروم" ألكسندر ميدفيديف أن أوكرانيا خرقت بشكل فاضح التزاماتها كدولة ترانزيت لهذه المادة.
مزاعم كييف هي الأحدث في النزاع المتواصل بين "غازبروم" الروسية و"نافتوغاز" الأوكرانية التي تتسلم إمداداتها من الغاز الطبيعي عادة من روسيا.
وكانت "غازبروم" الروسية قد علقت إمداداتها من هذه المادة الحيوية لأوكرانيا الأسبوع الفائت بسبب تخلف الأخيرة عن دفع ديون مستحقة ورسوم لشحنات سابقة.
في الغضون أكد متحدث باسم وزارة الاقتصاد الرومانية لشبكة CNN عن تخفض خطير بلغ 75 في المائة في إمدادات رومانيا من الغاز الطبيعي كنتيجة مباشرة للنزاع القائم بين كييف وموسكو، في موسم الشتاء.
كذلك قالت وزارة الاقتصاد البلغارية إن كل إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى بلغاريا وتركيا واليونان ومقدونيا توقفت الثلاثاء نتيجة هذا النزاع.
وتشكل أوكرانيا خط ترانزيت حيوي للغاز إلى دول البلقان وجنوبي أوروبا.
وكانت موسكو قد أوقفت تصدير الغاز إلى كييف التي تطالبها بدفع ديون قديمة ترتبت بسبب أسعار الطاقة المستوردة، إلى جانب رغبة روسيا بزيادة رسوم تصدير الغاز إليها، الأمر الذي ردت عليها كييف بطلب زيادة رسوم تمرير الغاز الروسي عبر أراضيها إلى أوروبا.
وطلبت موسكو 250 دولاراً لكل ألف متر مكعب من الغاز، الأمر الذي قالت أوكرانيا إنها لن تتحمله، لارتفاعه مقارنة بالسعر الحالي الذي يبلغ 179 دولار حالياً لكل ألف متر مكعب.
وقد ترتبت بذمة أوكرانيا عن الغاز الذي استوردته من روسيا منذ سبتمبر/ أيلول وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني، ديون بلغت 2.4 مليار دولار، وفق تقديرات الجانب الروسي، وسيصل هذا المبلغ مع احتساب إمدادات ديسمبر/ كانون الأول المنصرم إلى 3.2 مليارات دولار، ولم تستلم "غازبروم" من هذه المستحقات حتى الوقت الحاضر، إلا مليار دولار فقط.
ويُشار إلى أن خلافا مماثلا كان قد نشب بين روسيا وأوكرانيا في مطلع عام 2006، وأدى إلى خفض مؤقت في إمدادات الغاز إلى أوروبا، وأثار شكوكا في مدى مصداقية روسيا كشريك رئيسي في مشروعات الطاقة.
ويذكر أن روسيا هي أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، وتمر 40 في المائة من إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية.