رسملة: انتعاش بورصة دبي سيتأخر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال تقرير اقتصادي دوري يتناول أسواق المال العربية، إنه يتطلع إلى عام 2009 بـ"تفاؤل حذر،" مرجحاً أن تكون المرحلة الأسوأ قد مرت، وأن تتحسن مشاعر المستثمرين تدريجيا، مع ازدياد ارتباطهم بالعوامل المحلية، بعد إعلان حكومات المنطقة عن إجراءات مالية ونقدية للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية وانخفاض أسعار النفط.
غير أن التقرير، الذي أصدره مصرف "رسملة" الاستثماري، أكد بأن هذا التعافي لن يكون بالمستوى ذاته في كافة الأسواق والقطاعات، حيث سيتفاعل المستثمرون بشكل مختلف مع البيئة الاستثمارية المعقدة محليا وعالميا.
ولفت التقرير إلى أن المستثمرين في أسواق المال العربية اخذوا يميزون بين الأسواق والأسهم المختلفة، وذلك باعتبار أن البورصات أظهرت خلال ديسمبر/ كانون الأول المنصرم ردات فعل مختلفة إزاء العوامل المحلية والإقليمية والعالمية، وذلك بخلاف ما حدث من عمليات بيع شاملة شهدتها الأشهر الماضية.
وتطرق التقرير إلى تفاصيل نتائج أسواق المال العربية لشهر ديسمبر/كانون الأول، فقال إن البورصات أنهته بنتائج متفاوتة، حيث سُجل تراجع في الإمارات والكويت، بينما حققت السعودية أداء إيجابيا، في حين نهضت السوق المصرية، وهي الكبرى خارج منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، من تعثرها.
وظلت سوق دبي أسوأ الأسواق أداء، بمجموع خسائر بلغ 72 في المائة من قيمتها خلال 2008، وشهدت قطاعات البنوك والعقارات أكبر قدر من الخسائر، حيث خسرت أسهم شركات كبرى من أمثال إعمار و"الاتحاد العقارية" وديار و"بنك الإمارات دبي الوطني."
وبالمقابل، أبدت سوق أبوظبي أداء أفضل نسبيا، بخسارة بلغت 48 في المائة خلال السنة.
وتلفت "رسملة" إلى أن تقييمات الأسهم المدرجة في الأسواق الإماراتية تبلغ حوالي خمس مرات أرباحها ما يجعلها واحدة من بين الأكثر جذبا في العالم، لكنها تستبعد تعافي السوق في المدى القريب، بسبب بقاء حالة التشكك المحيطة بعمليات إعادة الهيكلة المعلنة في قطاع التمويل العقاري، ونقص حجم قاعدة المستثمرين المحليين.
ورأى التقرير أن تقييمات الأسهم الكويتية هي أيضاً واحدة من بين الأكثر جذبا في المنطقة، غير أنه أشار إلى أن استمرار المخاوف حول قطاع الاستثمار والنزاعات السياسية المتواصلة تلقي بظلالها على المستثمرين وتؤخر تعافي السوق.
وساهم التحسن القوي في السوق القطرية خلال الشهر الأخير في تقليل خسائرها الإجمالية للعام 2008 إلى نحو 28 في المائة، لتكون أفضل أسواق دول مجلس التعاون الخليجي أداء، وأفضل أسواق المنطقة إلى جانب الأسواق الصغرى كالمغرب وتونس والأردن.
كما شكل التحسن الطفيف في السوق السعودية خلال ديسمبر/كانون الأول انتعاشا طيبا، إلا أن هذه السوق المهمة أنهت العام بانخفاض إجمالي يقارب 56 في المائة، وأعاد التقرير النتائج إلى تعزيز الميزانية القياسية التي أعلنتها الرياض لمشاعر المستثمرين، خاصة مع تعهدات الحكومة بدعم النمو الاقتصادي.
وفي مصر، التي كانت سوقها المالية ثاني أسوأ الأسواق العربية بعد دبي، فقد تحقق في ديسمبر/كانون الأول مكاسب شهرية تقارب 9 في المائة، مما قلل إجمالي خسائر العام 2008 إلى 57 في المائة.
ونبه التقرير إلى أن البورصة المصرية استفادت من تحسن الوضع العالمي وازدياد التدفق من مستثمري الأسواق الناشئة، ولفت إلى أن الصورة الاقتصادية الكلية في مصر تبدو "أفضل بقليل" بفضل تخفيف ضغوط التضخم، ما منح الحكومة المزيد من المجال لتطبيق الحوافز النقدية من خلال تقليل أسعار الفائدة.