فقد الدولار الكثير من قيمته في الأونة الأخيرة
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أفاد رئيس مجلس الأحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بن برنانكه، الاثنين أن المصرف المركزي يراقب عن "كثب" أسواق العملات وتراجع الدولار، وأنه سيبلور سياسة "تساعد على ضمان بقاء العملة الخضراء قوية"، وفق تقرير.
وأوردت "فاينانشيال تايمز" عن برنكانه تأكيده بأن المجلس ملتزم بنمو والوظائف واستقرار الأسعار، وذلك في تصريحات هدفت إلى طمأنة الأسواق المالية والحكومات بأن الدولار قال فيها "نحن متنبهون لتأثير التغيرات في قيمة الدولار."
وأردف: "سنواصل صياغة سياسة للوقاية من المخاطر على تفويضنا المزدوج لتعزيز أقصى قدر من التوظيف وأستقرار السعر على السواء."
وانعشت تصريحات رئيس المصرف المركزي الأمريكي الدولار، الذي سجل قفزة قصيرة قبيل أن يعاود التراجع مجدداً.
وأوضح أنه هناك عوامل أخرى تساعد في كبح التضخم في الولايات المتحدة، ورجح إبقاء أسعار الفائدة عند مستوياتها المنخفضة "لفترة ممتدة.
وجاءت تصريحات بيرنانكي وسط تزايد القلق الدولي إزاء ضعف الدولار، عملة الاحتياط الدولية، والذي يشكل محور جولة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في آسيا.
وعزا المسؤول الأمريكي هبوط العملة الخضراء في الآونة الأخيرة إلى تراخي المكاسب التي تحققت في ذروة الأزمة عندما لجأ المستثمرون في جميع أنحاء العالم إلى الدولار كملاذ آمن، لكنه قال إن الاحتياطي الفيدرالي يراقب التطورات عن قُرب، مستشداً بالدولار كجزء من توقعات التضخم.
وكانت الصين قد دعت خلال قمة مجموعة الثماني التي عقدت بإيطاليا في يوليو/تموز، إلى إصلاح نظام عملة الاحتياط العالمي، في موقف اعتبر من أشد الهجمات المباشرة على هيمنة العملة الأميركية على الاقتصاد العالمي.
وطالبت بكين خلال محادثات بين مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى ومجموعة الدول الخمس الصاعدة الرئيسية (الصين والهند والبرازيل وروسيا والمكسيك) بأن ينوع العالم نظام عملة الاحتياط وأن يسعى إلى تحقيق استقرار نسبي لأسعار الصرف.
وسبق وأن أعرب محللون ماليون عن قلقهم حيال مستقبل الدولار مبدين خشيتهم من "سيناريوهات مظلمة" تنتظر العملة الأمريكية لأسباب محلية ودولية.
وكانت تقارير بريطانية قد أشارت في أكتوبر/تشرين الأول الفائت، أن دولاً عربية بدأت تحركات سرية مع روسيا والصين واليابان وفرنسا لوقف استخدام الدولار الأمريكي في تسعير النفط، والتحول نحو سلة عملات منها: "الين الياباني واليوان الصيني والعملة الأوروبية الموحدة - اليورو - بالإضافة إلى عملة خليجية موحدة تعتزم دول مجلس الخليجي التعاوني إصدارها.
إلا أن تلك الدول نفت التقارير وأكدت تمسكها بالعملة الأمريكية.
ويذكر أن إيران كانت قد أعلنت في ديسمبر/كانون الثاني 2007 عزمها تسعير نفطها باليورو بسبب تراجع أسعار صرف الدولار وتذبذب مستوياته مع أزمة المال الأخيرة، إلى جانب الخلافات السياسية مع واشنطن، والتي دفعتها إلى التصريح بضرورة وجود عملة احتياط دولية جديدة.