يواصل بريق الذهب جذب المستثمرين نحو كملاذ آمن في ظل الاضطرابات المالية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- واصل الذهب التحليق عند مستوياته العالية ليخترق ذلك السقف بمكاسب الجديدة تجاوز فيها سعر الأونصة "الأوقية" 1160 دولاراً الاثنين.
وساعد توجه المستثمرين نحو المعدن النفيس كملاذ آمن المخاوف المتزايدة بشأن التضخم والغموض الاقتصادي العالمي حيث تواصل ارتفاع عقود الذهب الآجلة لشهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، الذي قفز في تعاملات الجمعة إلى 1150 دولاراً، مواصلاً بذلك مكاسبه على مدى ستة جلسات متتالية.
وارتفعت عقود الذهب في تعاملات "غلوبكس" بآسيا في وقت متأخر الاثنين إلى 1162.50 دولاراً، قبيل أن يسجل تراجعاً طفيفاً عند 1161.20 دولاراً، إلا أنه حافظ على مكاسب الجلسة بارتفاع الأونصة 14.40 دولاراً، وفق "ماركتووتش."
والجمعة، اكتسبت الاونصة 4.90 دولاراً لتستقر عند 1146.80 دولار.
وسجلت عقود الذهب الآجلة مكاسباً كبيرة خلال النصف الثاني من العام الحالي، بارتفاع فاق 26 في المائة من يوليو/تموز، الذي بلغت فيه أسعار الذهب أدنى مستوياتها.
يأتي هذا الصعود غير المسبوق لأسعار الذهب وسط تزايد القلق حيال تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات الأزمة المالية، مما يعزز من بريق المعدن الأصفر ويرسخ مكانته كأداة استثمارية آمنة، في وقت تعاني فيه أسواق العملات والأوراق المالية من الاضطراب.
واستفادت أسعار الذهب من الطلب المتزايد للاستثمار على المعدن النفيس من جانب صناديق الاستثمار المتخصصة وهو ما انتقل إلى الأفراد الذين ينظرون إليه كوسيلة للادخار عامة، وكملاذ بالأزمات خاصة، مع انخفاض عوائد بدائل الاستثمار الأخرى.
كما دفع توجه كثير من المصارف المركزية حول العالم، إلى اللجوء للمعدن الأصفر كاحتياطي لها، بدلاً من الدولار، الذي ما زال يسجل مزيداً من التراجعات أمام العملات الأخرى وسعر الذهب لمزيد من الارتفاع، وسط توقعات بأنه قد يواصل الارتفاع خلال الفترة المقبلة.
وسجلت أسعار الذهب ارتفاعاً بما نسبته 25 في المائة خلال العام 2009 الجاري، ورجحت تقارير اقتصادية أن تشهد أسعاره المزيد من الارتفاع، قد تصل إلى 1500 دولار للأونصة، بسبب لجوء العديد من البنوك المركزية إلى تخفيض أسعار الفائدة لديها، بالإضافة إلى تزايد الطلب على المعدن النفيس.
وكان المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي قد قرر، في سبتمبر/ أيلول الماضي، بيع ما يقرب من 403.3 طن من مخزونه من الذهب، لتعزيز احتياطياته النقدية، مما يعزز قدراته على إقراض الدول النامية لمواجهة أثار الأزمة المالية العالمية.