اللقاء تمهيد لقمة مجموعة العشرين في لندن
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أكد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، الثلاثاء أن الاقتصاد العالمي سيتعافى من كبوته الراهنة إلا أنه بحاجة لجهود عالمية مشتركة للتصدي لسياسات الحمائية، وتنسيق الحوافز الاقتصادية وتحديث الهياكل التنظيمية البالية للنظام المالي.
وحث أوباما على تحرك منسق لمكافحة الأزمة الاقتصادية العالمية وذلك قبيل مشاركته في قمة "مجموعة العشرين" التي تضم دولاً متقدمة وأخرى نامية ذات اقتصادات صاعدة، وتستضيفها لندن الشهر المقبل.
وأبدى أوباما، أثناء اجتماعه في المكتب البيضاوي مع براون، ثقته التامة بنجاح خطط إدارته لدعم النظام المصرفي وقلل من التراجعات الكبيرة في سوق الأسهم، .
وأضاف قائلاً إنه "لا "توجد صفقات قد تكون جيدة" في السوق عند المستويات الحالية المنخفضة للأسعار.. ما أنظر إليه ليس الدورات اليومية لسوق الأسهم لكن القدرة بعيدة المدى للولايات المتحدة والاقتصاد العالمي بأجمعه على النهوض."
ودعا أوباما وبراون إلى تحديث الهيكل التنظيمي البالي للقطاع المالي، واتفقا على أن التوجه نحو سياسة الحمائية لن يؤدي سوى إلى المزيد من التراجع الاقتصادي.
وجدد رئيس الحكومة البريطاني دعوته الأخيرة إلى "اتفاق دولي جديد" لتحريك الاقتصاد العالمي، وهيكلة المؤسسات العالمية، ووضع اللبنة لاقتصاد صديق للبيئة.
وكان براون قد شدد على حاجة دول العالم لاتفاق دولي جديد لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية، أثناء مشاركته في قمة برلين الأسبوع الماضي، التي سعى من خلالها قادة كبرى الاقتصادات الأوروبية لإيجاد صيغة مشتركة لتوحيد الجهود لمجابهة الأزمة العالمية، تمهيداً لقمة مجموعة العشرين المقررة في لندن في الثاني إبريل/نيسان.
وقال براون: "نحن بحاجة لاتفاق دولي جديد.. صفقة بين دول وقارات هذا العالم لا تنعش الاقتصاد فحسب، بل تكون بمثابة قاعدة للنظام المصرفي تستند على أفضل المبادئ"، في إشارة إلى الخطة التي تبنتها الولايات المتحدة في الثلاثينيات لمكافحة "الكساد العظيم."
ومن جانبه طالب الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، بموقف دولي مؤسس وموحد للتصدي للأزمة، مضيفاً: "لا نتحدث عن تدابير سطحية أو انتقالية.. بل نحن بحاجة لاتخاذ تدابير مؤسسة."
وخلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد بعد قمة برلين أعلن ممثلو دول الاتحاد الأوروبي عن نيتهم دعم النظام المالي والاقتصادي العالمي، وأعرب جون كلود يونكر رئيس وزراء لوكسمبورغ عن أمله في إيجاد السبل الكفيلة لمجابهة أسباب تداعيات الأزمة المالية غير المسبوقة.
"تدخل الدول الأوروبية مهم وسيكون التدخل مجدياً حين ننسق سياساتنا في ما بيننا"، وأستبعد مخاطر حدوث إفلاس في منطقة اليورو.
وحددت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، الآليات الواجب اتخاذها داخل دول الاتحاد الأوروبي من أجل إيجاد نظام اقتصادي عالمي جديد مبني على أسس ميثاق مشترك.
وأضافت قائلة "استعادة ثقة شعوبنا مرهونة بتحركنا في اتجاه واحد."
وعقد القادة الأوروبيون اجتماعات تشاورية متعددة منذ بدء الأزمة المالية العلمية، في سياق محاولات متعثرة للخروج باقتصاداتهم من تأثيرها القاتم، وانقسم بعضهم بشأن السياسة الحمائية منذ ان قررت فرنسا إيجاد سبل منفردة لحل أزمة قطاع السيارات.
وتستضيف لندن في الثاني من إبريل/نيسان قمة مجموعة العشرين، وتضم إلى جانب الدول الصناعية السبع: كندا، فرنسا، ألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى أكبر الاقتصادات النامية: الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، الصين، الهند، إندونيسيا، المكسيك، وروسيا، والسعودية، وجنوب أفريقيا، وكوريا الجنوبية وتركيا، والاتحاد الأوروبي.
وسيشارك رؤوساء ولجان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في القمة.