لقاء أوباما بجينتاو جرى عشية قمة لندن
لندن، إنجلترا(CNN) -- في قمة ثنائية يعتقد خبراء اقتصاديون أنها لا تقل أهمية عن قمة مجموعة العشرين، التقى الرئيس الأمريكي باراك اوباما مع نظيره الصيني هو جينتاو في قمة عشية قمة العشرين التي تنطلق الخميس في لندن، ليكون اللقاء الأول بين الرئيس الأمريكي الجديد مع نظيره الصيني.
واتفق الزعيمان على العمل معا لإقامة علاقات ايجابية وتعاونية وشاملة في القرن 2، وفق وكالة الأنباء الصينية، شينخوا.
وقال هو إن الصين والولايات المتحدة تتقاسمان مصالح مشتركة أكبر فى مواجهة الأزمة المالية والسعي لإحياء النمو الاقتصادي العالمي ومعالجة القضايا الدولية والإقليمية وحماية السلام والأمن العالميين.
وأوضح انه يتعين على البلدين أن يعملا معا لمواجهة القضايا المعقدة والشائكة التي تواجه الإنسانية في القرن الـ21 لتحقيق تعاون متبادل النفع والتنمية المشتركة.
وتأتي أهمية اللقاء في ظل القوة التي اكتسبتها الصين في ضوء الأزمة المالية العالمية بسبب القوة التي أظهرها اقتصادها وما حققه احتياطيها من العملة الأجنبية الذي بلغ تريليوني دولار مكنها من أن تكون اكبر دائن للولايات المتحدة الأمريكية بعدما استثمرت نصف المبلغ في شراء سندات الخزينة الأمريكي.
كما يرى خبراء اقتصاديون ان التقارب الأمريكي الصيني سيساعد في تسريع خروج الاقتصاد العالمي من أزمته.
وكان رئيس البنك المركزي الصيني زهو زياوتشوان قد اقترح قبل قمة العشرين، وقف الاعتماد على الدولار في النظام المالي وإيجاد عملة دولية أخرى.
ولاقى هذا الاقتراح ترحيباً كبيراً من مختلف الدول الأخرى وفق المحلل الاقتصادي الصيني جياو الذي قال" إن عيوب استخدام الدولار في الاحتياطات الأجنبية بدأت تظهر بشكل جلي، كما إن الكثير من دول العالم لم تعد راضية بغياب المسؤولية الأمريكية في التعامل مع هذه المسألة مما يؤثر على هذه الدول"
ويرى غلين ماغير المحلل الاقتصادي في بنك سوسيتيه جينرال أن الصين تظهر نشاطاً كبيراً في تحديد أجندة القمة لما تملكه من احتياطي من العملات الأجنبية، ولما أظهره اقتصادها من قوة وتطور، وما تميز به نظامها المصرفي من قدرة على الصمود، مما سيعطيها دوراً أكبر في تشكيل النظام الاقتصادي والمالي العالمي الجديد.فالسنوات الأربع الأخيرة أظهرت أن صادرات الصين كانت أكثر من وارداتها من البضائع.
هذا التدخل الاقتصادي الصيني بنظيره الأمريكي والذي جاء على شكل ديون، دعا رئيس الوزراء الصيني وين جيباو إلى الإعلان الشهر الماضي إن "الصين قلقة حيال استثماراتها في أمريكا، ونحن نطالب الإدارة الأمريكية في الحفاظ على مصداقيتها ووفائها بوعودها وضمان أموالنا لديها."
الرد الأمريكي على الشكوك الصينية جاء على لسان هرم السلطة الأمريكية الرئيس أوباما والذي قال "على الجميع الاطمئنان وليس الصين فقط، أن استثماراتهم في أميركا ستكون بخير" لكن المحلل السياسي فيكتولا جاو يرى إن "الصين قلقة من أن قيام الولايات المتحدة بإصدار كميات كبيرة من الدولار سيؤدي إلى الارتفاع نسبة التضخم، مما سيؤدي إلى هبوط سعر صرف الدولار، الأمر الذي سيؤثر على قيمة احتياطيات الصين من العملة الأجنبية"
لكن الاقتصاد الصيني وعلى الرغم من النمو الهائل الذي تحققه صادراتها، تعرض إلى ضربة قوية منذ نهاية العام 2008 بسبب انخفاض الطلب على المنتجات الصينية في أسواق الولايات المتحدة وأوروبا الغربية بسبب الأزمة المالية العالمية، الأمر الذي أدى إلى انخفاض النمو إلى تسعة في المائة عام 2008 نزولاً من 12% عام 2007 ، كما قد يصل هذا الانخفاض في النمو ليصل إلى ثمانية في المائة أو أقل في هذا العام، مما قد يسبب مزيداً من إغلاق المصانع وزيادة في تسريح العمالة.
وكانت الصين قد أعلنت عن خطتها لتحفيز الاقتصاد لموجهة الأزمة بلغت قيمتها 586 مليار دولار لتشجيع الإنفاق وإيجاد فرص العمل، لكن المحللين يرون أن الصين وحدها لن تستطيع التعامل مع هذه القضية.