عقارات دبي تأثرت بالأزمة المالية العالمية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توقع محلل مالي أن تشهد سوق العقارات في إماراة دبي المزيد من التراجع في الأسعار خلال الأشهر المقبلة، وذلك على خلفية الأزمة المالية العالمية التي تأثرت بها الإمارة بشكل كبير.
وقال سعود مسعود، المحلل في مصرف UBS الاستثماري بدبي، إن أسعار المنازل قد تنخفض بنسبة تصل إلى 70 في المائة مقارنة بما كانت عليه العام الماضي، مشككاً في أن يكون لعمليات ضخ السيولة من قبل جهات رسمية بالأسواق نتائج إيجابية.
وأوضح قائلاً: "لا يمكننا أن نكتفي بمجرد إضافة المزيد من السيولة.. فالطلب سيتساوى مع العرض عند نقطة معينة، ويجب على دبي التفكير مطولاً في إعادة بناء نفسها بما يتجاوز العقارات الفخمة والجنة الاستثمارية لأن المستثمرين يشعرون الآن بالهلع."
ويقول عمران محمد، وهو وسيط عقارات قد يغادر الإمارات قريباً بسبب المصاعب المالية التي تواجهها شركته، إنه حقق أرباحاً تقارب نصف مليون دولار في صفقة واحدة، وذلك عندما زاحم مجموعة من الأشخاص للحصول على حصة في مشروع سكني جديد قبل عام، ليبيعها بعد ذلك بدقائق بضعف الثمن.
ويشير محمد، الذي يستخدم اسماً مستعاراً، إلى أن قواعد المال والعقارات المنطقية لم تكن تنطبق على دبي قبل وصول الأزمة المالية العالمية إليها، بل كان بالإمكان المرء القيام بكل ما يخطر بباله وتحقيق أرباح خرافية.
وتعتبر دبي واحدة من الإمارات الأساسية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي - بخلاف جارتها أبوظبي -تفتقر إلى الثروة النفطية، ما جعلها تتحول إلى مركز مالي يعتمد على خفض الضرائب واستخدام العمالة الآسيوية الرخيصة.
وكونت الإمارة هويتها من خلال المشاريع العقارية الفخمة وناطحات السحاب العملاقة والجزر الاصطناعية، وبات اسمها مرادفاً للنمو السريع، بحسب ما أوردته مجلة "تايم."
إلا أن التراجع بدأ مع انخفاض أسعار النفط وانهيار أسواق المال العالمية، الأمر الذي أدى إلى توقف أو تأجيل مشاريع بقيمة 75 مليار دولار، علماً أن مصرف HSBC يقدر أن قيمة تلك المشاريع يصل إلى 300 مليار دولار.
ورغم هذه المصاعب، فإن التوقعات التي تشير إلى أن الإمارة ستعود لتختفي "تحت رمال الصحراء" غير واقعية، حيث سارعت إمارة أبوظبي مؤخراً - عبر المصرف المركزي - إلى شراء الإصدار الأول من سندات أصدرتها دبي بقيمة عشر مليارات دولار.
والغريب في سوق العقارات بدبي أنها جذبت أشخاصاً نجحوا بتحقيق مكاسب كبيرة دون أن يكون لهم دراية حقيقية بأصول المهنة، وفي هذا السياق، قال مارتن رومني، وهو مدرب غولف بريطاني سابق تحول إلى وكيل عقارات في دبي: "الأمر ليس بحاجة لدراسة علم الفضاء.. يكفي أن تكون شخصاً اجتماعياً."
أما الصورة التي كانت العقارات تتحرك فيها في دبي فلم تكن أقل غرابة، حيث يشبهها روبرت ماكينن بعلبة "الكراسي الموسيقية" حيث يتقلب العقار بين عشرات السماسرة قبل أن تبدأ أعمال البناء حتى.
وعندما توقفت هذه العملية في نهاية المطاف، وجد الآلاف أنفسهم وقد باتوا يمتلكون عقاراً لا يرغبون بالسكن فيه أو لا يتحملون تكلفته، وهم في نفس الوقت عاجزون عن بيعه، بينما وجد البعض الآخر نفسه أمام مشاريع مؤجلة.