البنك المركزي الأمريكي تراجع عن تفاؤله حيال الوضع الاقتصادي
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تراجع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأربعاء عن النظرة التفاؤلية حيال مستقبل الاقتصاد المحلي في المدى المنظور، فقدّر أن نسب البطالة سترتفع في الأشهر المقبلة لتتجاوز تسعة في المائة، في حين سيتراجع الناتج المحلي بشكل أكبر مما كان متوقعاً.
وقال البنك، في بيان يلخص نتائج اجتماع مجلس إدارته في أبريل/نيسان الماضي، إنه يعتزم تثبيت أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية التي تقارب صفر في المائة، كما نفى وجود خطط لزيادة شراء السندات الطويلة الأجل في المدى المنظور، رغم أنه كان قد أعرب في مارس/آذار عن نيته شراء سندات بـ300 مليار دولار للحفاظ على أسعار الفائدة.
وكان البنك قد توقع عقب اجتماع إدارته في يناير/كانون الثاني الماضي، أن تسجل البطالة معدلات لا تتجاوز 8.5 إلى 8.8 في المائة للعام الجاري، قبل أن يعود ويرفع تلك المعدلات في اجتماعه الأخير إلى ما بين 9.2 و9.6.
كما أشار البنك إلى أن الناتج القومي، الذي يعتبر أكبر مؤشر إلى التوجه الكلي للاقتصاد الأمريكي، سيتراجع بما بين 1.3 إلى اثنين في المائة هذه السنة، رغم أن توقعاته السابقة كانت ترجح اقتصار التراجع على ما بين 0.5 و1.3 في المائة.
وبعد صدور بيانات البنك الاحتياطي الفيدرالي، تراجعت الأسهم الأمريكية بعد صعودة متواصل منذ أكثر من شهرين، على خلفية الأمل بقرب انتهاء الأزمة المالية.
والبارز في بيان البنك توقعه ارتفاع الناتج القومي خلال النصف الثاني من عام 2009، ولكن بمستويات لن تكون كافية لتعويض خسائر الربع الأول من العام، والتي سجلت تقلص الاقتصاد بنسبة ستة في المائة.
كما أشار مجلس الإدارة إلى وجود "مؤشرات إيجابية" في الاقتصاد الأمريكي، لكنها غير كافية بعد لإعلان تعافيه الكامل من الأزمة، خاصة وأن الحذر ما يزال يسيطر على سوقي الائتمان والعقارات.
علق ريتش يامارون، مدير أبحاث الاقتصاد في مؤسسة "أرجوس" المالية على البيانات لشبكة CNN بالقول: "يجب النظر إلى هذه المعلومات على أنها إقرار بالواقع أكثر منها مراجعة نقدية، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار مساؤ سوق العمل والاقتصاد العام منذ يناير/كانون الثاني الماضي."
غير أن يامارون لفت إلى أن هذه البيانات تعود إلى الاجتماع الذي عُقد قبل ثلاثة أسابيع، وقد شهدت الأسواق منذ ذلك الحين الكثير من التحسن، خاصة على صعيد مبيعات المنازل وتوفير فرص العمل.