ختم بالشمع الأحمر على باب إحدى شركات عزالدين
بيروت، لبنان (CNN) -- شهدت قضية إفلاس رجل الأعمال اللبناني، صلاح عزالدين، تطوراً لافتاً السبت، بعد أن قرر القضاء في بيروت توجيه تهم رسمية له بإعطاء شيكات دون رصيد وتعاطي المراباة والاحتيال ومخالفة قانون النقد والتسليف في القضية التي باتت تعرف باسم "مادوف لبنان" بإشارة إلى إفلاس المستثمر الأمريكي برنارد مادوف.
وتأتي هذه التطورات بعد نفي الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله أن يكون للحزب علاقة بملف عزالدين، الذي طالت تداعياته آلاف العائلات الشيعية، معتبراً ما قيل حول الأمر "حملة لتشويه صورة الكثير من مسؤولي الحزب،" دون أن ينفي وجود استثمارات لبعض القياديين لديه.
وقدم النائب العام المالي في بيروت، القاضي فوزي أدهم، إدعاء رسمياً على الموقوفين صلاح عز الدين ويوسف فاعور، كما ادعى في الملف على بعض الفارين، وطلب إصدار مذكرات توقيف بحقهم "وما يقتضيه التحقيق في الملف،" بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.
وكان نصرالله قد تحدث حول الملف المثير للجدل في لبنان الأربعاء، خلال حفل إفطار، فنفى أي علاقة للحزب بقضية الإفلاس، معتبراً ما قيل حول المبالغ التي بددها عزالدين، وتجاوزها لحاجز المليار دولار أمراً غير صحيح.
ووصف نصر الله ما حصل بأنه "مصيبة لحقت بالكثير من العائلات وهي مدعاة للتأثر والحزن مضيفاً: "قد يكون للحزب بعض الأموال مع الرجل، ولكنها لا تتجاوز أربعة ملايين دولار."
ولفت نصر الله إلى أن الحزب، وعندما وصلته معلومات عن اختفاء عز الدين وأن هناك مشكلة حوله، بادر إلى البحث عنه وتحديد مكانه، وبعدما قصده بعض عناصر الحزب لمعرفة وضعه أخبرهم أن سبب اختفائه هو تعرضه لنكسة كبيرة وأنه بات مفلساً ولا يعرف كيف يتصرف.
ولفت نصر الله إلى أن هناك من "بالغ كثيراً في الأرقام،" وأن التحقيقات والبحث "تجعلنا نتوقع أن يكون المبلغ الفعلي الذي أضاعه عز الدين بحدود 400 مليون دولار، وليس كما أشيع سابقاً،" وفق ما نقلته عنه صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من الحزب.
وحول وجود أموال لعناصر من الحزب لدى عزالدين قال نصرالله: "تأكدنا من أن عدداً محدوداً جداً جداً من مسؤولي حزب الله كانوا قد استثمروا أموالهم مع عز الدين، حتى إنني سمعت أن أحد المسؤولين استثمر بمبلغ مليون دولار، وطبعاً أثار هذا الأمر الكثير من الغموض والأسئلة، وتوليت أنا شخصياً سؤال هذا الأخ عن حقيقة الأمر، وقال لي مباشرة إن المبلغ مقسّم بين إخوته المعروفين بالعمل التجاري."
وكانت تداعيات قضية إفلاس عزالدين قد دفعت نوابا وقياديات سياسية وأمنية في حزب الله إلى إصدار بيانات متتالية تشير إلى عدم وجود علاقات تربطهم بعزالدين.
ونفى النائب السابق عن الحزب، أمين شري، في بيان وزعه السبت وجود أي علاقة له "من قريب أو بعيد" باستثمارات صلاح عزالدين،" وأهاب بـ"وسائل الإعلام توخي الدقة وعدم الزج باسمه في هذه القضية."
كما نفى أحد أبرز القياديين الأمنيين والسياسيين في الحزب، وفيق صفا، مسؤول ما يعرف بـ"لجنة الارتباط والتنسيق" "نفيا قاطعا، أن تكون لديه أية استثمارات مالية" مع عز الدين "أو مع غيره من رجال الأعمال،" بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية.
بالمقابل، أوردت وسائل إعلام على صلة بحزب الله أيضاً نفي الحزب ضلوع رئيس كتلته النيابية، محمد رعد، في الملف.
وإلى جانب دار "الهادي،" يمتلك عزالدين محطة "الهادي" التلفزيونية للأطفال، وشركة خاصة بتنظيم حملات الحج، ويقال إنه أطلق هذا الاسم على مؤسساته تيمناً بهادي نصرالله، النجل الراحل لزعيم حزب الله، حسن نصرالله.
وتشير التقارير التي تتداولها الصحف في بيروت إلى أن عزالدين كان قد وسّع تجارته مؤخراً لتشمل صفقات نفطية مع إيران ومصانع حديد في أوروبا الشرقية.