محمد أفضال عبدول يقدم دروسا في الغولف لمارسلة CNN سارة سايدنر
كابول، أفغانستان(CNN)-- قد لا يخطر على بال أحد أن يفكر أفغاني بلعب الغولف وسط الحرب المشتعلة في بلاده، ولكن حقيقة الأمر، أن هناك من فكر بالفعل مليا، وأزال جميع التحديات من أجل ممارسة لعبته المفضلة.
غير أن المنطقة التي يمارس فيها محمد أفضال عبدول لعبته المفضلة لا تشبه تلك الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، أو أستراليا، أو حتى إمارة دبي، بل هي منطقة تقع على أطراف العاصمة كابول، وللوصل إليها يجب سلوك طريق خطرة ووعرة، خصوصا بالنسبة للغرباء، كونهم مستهدفين من قبل اللصوص وقطاع الطرق أو الجماعات المسلحة.
والمنطقة هذه تتكون من 18 حفرة للعب، وغيرها من الأشياء التي لا دخل لها باللعبة. فالأرض رملية، وغير ممهدة، وتحتوي على حجارة ضخمة، وتتطاير فيها حبات الرمل في الأيام العاصفة.
وللتغلب على مشكلة تطاير الرمال، قام عبدول بصب بعض الزيت على الرمل لمنعه من التطاير.
ويتذكر عبدول معاناته مع الروس وحركة طالبان، وكيف اتخذت القوات الروسية ملعبه هذا، كقاعدة عسكرية لها، لتندحر بعد ثلاثين عاما، وتحل مكانها قوات طالبان.
ويقول عبدول: "عند قدوم طالبان، قاموا بتحويل المكان إلى فوضى، حتى أنهم فجروا مقهى الغولف لاحتوائه على المشروبات الكحولية المحرمة لديهم."
ويؤكد عبدول أن كلا الجانبين، الروس وطالبان، ألقيا القبض عليه، واتهموه بالخيانة.
ويضيف عبدول: "لقد عاملوني كالحيوان، واتهموني بالخيانة، خاص وأن دروس الغولف التي كنت أقدمها، كانت محل اهتمام عدد من الدبلوماسيين في أفغانستان، وهو الأمر الذي جعلني محل شك طالبان."
وفي إحدى السنوات، اضطرت الحرب عبدول للفرار إلى باكستان، إلا أنه قرر العودة لاحقا للفوز في هذه المعركة.
وفور عودته لبلاده، قرر عبدول صيانة الأرض التي سيلعب عليها الغولف، ولهذا، استعان بعدد من الخراف للتأكد من أن الأرض خالية من المتفجرات، ولاحقا، قدمت مجموعة بريطانية المساعدة له للتأكد من خلو الأرض من الألغام.
والآن، وبعد كل هذه المعاناة، يمارس عبدول هوايته المفضلة، ويقدم دروس لعبة الغولف لمن يهوى هذه اللعبة.