/منوعات
 
الأربعاء، 23 كانون الأول/ديسمبر 2009، آخر تحديث 16:00 (GMT+0400)

أطفال يعملون في أفغانستان مقابل 20 سنتاً فقط

الفقر يجبر الأطفال على العمل في أفغانستان

الفقر يجبر الأطفال على العمل في أفغانستان

كابول، أفغانستان (CNN)--  لا تمتلك سبار مينا سوى شال أخضر قديم يقيها البرد القارس في أفغانستان، وتحمل يوميا كيس طحين فارغ لملئه بالخشب ومحاولة بيعه.

عينا مينا تكشفان عن رقة ونعومة لديها، إلا أن التعب أيضا يبدو واضحا عليها، فبدلا من الذهاب إلى المدرسة، تمشي الفتاة، البالغة من العمر ثماني سنوات، ساعة يوميا بين الحدود الباكستانية الأفغانية للحصول على لقمة عيشها.

ويوميا، تهرّب مينا الطحين من الأراضي الباكستانية إلى بلادها، إذ أن السلطات الباكستانية تمنع تصدير هذا النوع من البضائع للخارج بسبب غلاء الأسعار.

وعند دخولها الأراضي الأفغانية، تجمع مينا الأخشاب وتضعها في نفس الأكياس التي تنقل فيها الطحين، لتبيعها عند عودتها إلى باكستان.

تقول سبار: "عندما نجلب الطحين، تقوم الشرطة الباكستانية بضربنا بشدة."

إلا أن هذا الأمر لا يقارن بالمخاطر الأخرى لوظيفة سبار، إذ أنها قبل فترة كانت تعمل على الحدود الأفغانية الباكستانية مع شقيقتها، وقام انتحاري بتفجير نفسه هناك، مما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص.

تقول سبار: "عندما انفجرت القنبلة، كنت على الجانب الأفغاني برفقة أختي. بكينا كثيرا، ومن ثم هربنا إلى الجانب الباكستاني."

لكن ذلك لم يمنع سبار وشقيقتها من العمل، وهناك العديد من القصص المماثلة لقصتهما، إذ تقدر إحدى الهيئات الخيرية عدد هؤلاء الأطفال بنحو 300 طفل يعملون يوميا على الحدود مع باكستان.

وهناك عدد من الأطفال الذين يمتلكون عربات تسهل عليهم عملية النقل، إذ يقوم بعضهم بنقل الحديد، والأمتعة، والمعلبات القديمة.

حرزات علي، طفل في التاسعة من عمره، يصاب بخيبة الأمل في بعض الأحيان عند عجزه عن حمل بعض الأمتعة، إذ يقول: "أحتاج إلى المزيد من القوة لأقوم بذلك."

ويعتمد معظم الأغنياء في أفغانستان على علي وأمثاله لنقل البضائع بين البلدين وذلك لسهولة تنقل هؤلاء الأطفال على الحدود، كما أنهم عمالة رخيصة.

ويقول معظم هؤلاء الأطفال أنهم لا يتلقون أكثر من 20 سنتا للرحلة الواحدة، وفي بعض الأحيان، يكون المبلغ أقل من ذلك.

من جهتها، تساعد الأمم المتحدة عددا من الجمعيات المعنية بحقوق الأطفال على العمل على الحدود الباكستانية الأفغانية، لزيادة الوعي حول ضرورة إرسال هؤلاء الأطفال إلى مقاعد الدراسة، بدلا من العمل.

ويعيش معظم هؤلاء الأطفال في كهوف مع عائلاتهم، لذا فإن كل سنت مما يجنونه يصنع فرقا في العائلة.

من أجل ذلك، أبرمت الهيئات الخيرية اتفاقيات مع هذه العائلات، يمكن من خلالها للأطفال الذهاب للمدرسة في الصباح، والعمل لاحقا، كما يمكنهم أخذ كافة اللقاحات لحمايتهم من الأمراض المميتة.

كما يمكن لهذه العائلات الاقتراض من صندوق للدعم من دون أية فوائد لتأسيس مشروع صغير، والشرط للحصول على هذا القرض هو إرسال أطفالهم للدراسة وعدم السماح لهم بالعمل.

advertisement

وذكر مسؤولون في هذه الجمعيات أنها تفضل عدم ذكر صفتها أو أسماء موظفيها، إذ أن طالبان أصدرت مذكرات بمنع عملها بسبب "خروجهم عن تقاليد الشريعة الإسلامية".

يذكر أن أعمال هذه الجمعيات تكللت بالنجاح، إذ تم حتى اليوم وقف 300 طفل عن العمل وإرسالهم إلى مقاعد الدراسة في أفغانستان.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.