عباس مع مبارك السبت في القاهرة
القاهرة، مصر (CNN)-- أكد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس السبت أن آلية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1860 الداعي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تكمن في المبادرة المصرية.
وعقب اجتماعه مع الرئيس المصري حسني مبارك، في القاهرة السبت، وصف المبادرة المصرية بأنها جاءت "عملية إنقاذ قبل دخولنا مجلس الأمن بربع ساعة، وقد تم تضمينها في قرار المجلس"، مشددا على أن ما يجب أن يتم الآن هو وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية.
يُذكر أن اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغر الجمعة كان قد استمع إلى إيجاز بالاجتماع الذي أجراه رئيس الهيئة الأمنية - السياسية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد مع المسؤولين المصريين في القاهرة، بشأن المبادرة المصرية الفرنسية للتوصل لتهدئة، والتي أعلن مبارك عنها الثلاثاء الماضي.
وتتكون المبادرة من 3 عناصر، أولا: قبول إسرائيل والفصائل الفلسطينية وقفاً فورياً لإطلاق النار لفترة محددة، بما يتيح فتح ممرات آمنة لمساعدات الإغاثة لأهالي القطاع، ويتيح لمصر مواصلة تحركها للتوصل لوقف شامل ونهائي لإطلاق النار.
ثانيا: دعوة مصر لكل من إسرائيل والجانب الفلسطيني لاجتماع عاجل من أجل التوصل للترتيبات والضمانات الكفيلة بعدم تكرار التصعيد الراهن ومعالجة مسبباته، بما في ذلك تأمين الحدود، ويضمن إعادة فتح المعابر ورفع الحصار واستعدادها للمشاركة في مناقشة ذلك مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والاتحاد الأوروبي وباقي أطراف الرباعية الدولية.
ثالثا: تجديد مصر دعوتها للسلطة الوطنية وكافة الفصائل الفلسطينية للتجاوب مع الجهود المصرية لتحقيق الوفاق الفلسطيني باعتباره المطلب الرئيسي لتجاوز التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، في الظرف الخطر الراهن ومستقبلاً.
واليوم (السبت) توجه وفد من "حماس" إلى القاهرة لبحث المبادرة المصرية للتهدئة.
وكان وفد من "حماس" قد التقى الثلاثاء الماضي رئيس المخابرات المصرية العامة اللواء عمر سليمان في القاهرة، لكن اجتماع السبت هو الأول الذي يشارك فيه ممثلون للحركة من داخل القطاع.
وقال الزعيم الفلسطيني في مؤتمر صحفي في القاهرة السبت "إن المبادرة المصرية نقاطها واضحة، وأن أي طرف من الأطراف يرفض هذه المبادرة، سيتحمل المسؤولية، وخاصة إسرائيل التي تتحمل مسؤولية شلال الدم،" وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."
وأكد أن الأولوية القصوى تتمثل بوقف "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقف نزيف الدم المستمر، والدمار الرهيب الذي لا يمكن تحمله."
ودعا رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وفد "حماس" الزائر قبول المبادرة المصرية "دون تردد"، قائلاً إنه يجب عدم هدر الوقت.
وأكد أن المساعي والاتصالات متواصلة، مشيراً إلى أن السلطة الوطنية تسعى لعقد أي قمة أو تحرك دولي في هذا الخصوص، سواء بقمة عربية، أو جلسة جديدة لمجلس الأمن.
ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني "يريد العيش بسلام، السلام الذي لازلنا نؤمن به، وأن المقاومة ليست هدفا بحد ذاتها، وأنه يجب أن تتوفر مقومات الحد الأدنى لهذه المقاومة، وأن المقاومة التي تدمر الشعب لا نريدها."
وأشار عباس إلى ضرورة وجود قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية، منوها إلى "أن هذا هو مطلبا منذ ما يقارب 30 عاما."
وشدد على أن السلطة الوطنية الفلسطينية هي "المسؤولة عن معبر رفح على الحدود المصرية بعد المصالحة الوطنية، مشيرا إلى أن حماس جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، ومن السلطة الوطنية، وأن غزة هي أرض فلسطينية"، مشيدا في الوقت ذاته بصمود "أهالي القطاع بوجه هذا العدوان."
وعلى صعيد الدور الأميركي والأوروبي، قال عباس "إن الموقف الأمريكي كان يطالب بفيتو مؤخرا، إلا أنه تراجع عن هذا القرار، ولا ندري إن كان هذا تقدما، أو لا، أما على صعيد الموقف الأوروبي فهو مكمل للدور الدولي، واللجنة الرباعية."
واستبعد عباس احتمال الاجتماع في الوقت الراهن برئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت لبحث عملية السلام.
وقال إن "جل ما نفكر فيه الآن هو وقف العدوان، وبعدها سنقرر."