من المشاورات التي سبقت صدور القرار
الأمم المتحدة (CNN)-- تبنى مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر الخميس، قراراً يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
ووافقت 14 دولة من بين الدول الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن على القرار، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.
وأعرب القرار الأممي 1860عن "قلقه العميق" إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وسقوط عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين بالإضافة إلى وقوع قتلى إسرائيليين جراء صواريخ حركة المقاومة الإسلامية "حماس."
وكانت العمليات الإسرائيلية ضد القطاع التي بدأت في السابع والعشرين من الشهر الماضي ومازالت مستمرة وسط إطلاق الصواريخ الفلسطينية باتجاه جنوب إسرائيل، قد أسفرت عن مقتل 773 فلسطينياً و3250 جريحاً نصفهم من الأطفال والنساء، و مقتل 13 إسرائيلياً بينهم 10 جنود إسرائيليين حتى الآن.
وشدد قرار مجلس الأمن على الوضع الملح في غزة داعياً "إلى وقف لإطلاق النار، فوري ودائم، يتم احترامه بشكل كامل ويؤدي إلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة."
وينص القرار على الضرورة الملحة لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، يحظى بالاحترام الكامل ويفضي إلى الإنسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
كما يدعو إلى تقديم المساعدة الإنسانية بما فيها الغذاء والوقود والعلاج الطبي، وتوزيعها دون عراقيل في جميع أنحاء غزة، ويرحب بالمبادرات الرامية إلى إيجاد وفتح ممرات إنسانية، وغير ذلك من الآليات الرامية إلى توصيل المعونة الإنسانية على نحو مستمر، وفق ما نقله موقع الأمم المتحدة.
ومن شأن القرار الذي حظي بإجماع شبه كامل أن يشكل ضغوطاً دولية على أطراف النزاع، رغم أن العديد من القرارات الدولية السابقة تم تجاهلها من قبل الأطراف المعنية ولم يتم الالتزام بها.
وقال وزير الخارجية البريطانية ديفيد ميليباند إن "مهمتنا هنا هو دعم جهود إحلال السلام على أرض الواقع وتحويل الكلام الجيد على الورق إلى تغييرات على الأرض مطلوبة بإلحاح."
من جانبها رحبت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بالأهداف المرجوة من القرار، وإن كانت الإدارة الأمريكية تريد الانتظار إلى حين ظهور نتائج الجهود التي ترعاها مصر، حيث تتباحث القاهرة مع ممثلين من حماس ومسؤولين إسرائيليين، بشكل منفصل، لتحقيق وقف إطلاق النار.
ووصفته رايس بأنه قرار "ندعم محتواه وأهدافه" غير أنها أضافت أن الولايات المتحدة تشعر أنه من الضروري انتظار ما ستكون عليه نتائج المحادثات التي تجريها القاهرة مع قيادات حماس والقادة الإسرائيليين.
كذلك رحب القرار الدولي بالجهود التي يقوم بها الرئيس المصري حسني مبارك للتوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار.
ودعا القرار 1860 أيضاً إلى فتح ممرات إنسانية لوصول المعونات الملحة إلى غزة حيث يعاني سكانها من نقص في الماء والغذاء والدواء وسط وضع إنساني خطير.
من جهتها دافعت مندوبة إسرائيل في الأمم المتحدة غابريلا شاليف أمام مجلس الأمن الخميس قائلة إن صواريخ "حماس" لم تترك للدولة العبرية أي خيار.
وحمّلت شاليف كامل المسؤولية في وقوع الأحداث الأخيرة على الحركة الفلسطينية، مطالبة المجتمع الدولي بأن يركز جهوده "على أنشطة حماس والتأكد أن الأنشطة الإرهابية لن تكن مشروعة."
وتم التوصل إلى صيغة توافقية بشأن نص القرار بعد ثلاثة أيام من المشاورات المكثفة بين وزراء خارجية الدول الغربية ونظرائهم من الدول العربية التي كانت تصر على إصدار قرار ملزم.
وكان أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى قد شدد قبل الجلسة التي شهدت صدور القرار وأمام حشد من الصحفيين، أن الأمن مطلوب ليس فقط لشعب إسرائيل بل أيضاً لشعب غزة.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أرجأت اجتماعاً مقرراً الساعة الخامسة والنصف بتوقيت نيويورك، تحسباً لصدور قرار مجلس الأمن.
وكان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس قد جدد مطالبته الخميس، بضرورة الوقف الفوري للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة حتى لا تتضاعف أعداد الضحايا والخسائر، مؤكداً أن المبادرة المصرية الفرنسية بشأن وقف إطلاق النار عنصراً إيجابياً، جيداً، مساهماً في هذه العملية، ومكملاً لإجراءات السلام.
وأعرب الرئيس عباس في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس ثاباتيرو في مدريد، عن أمله في نجاح المبادرة المصرية الفرنسية وتحقيق النتائج المرجوة منها، مضيفاً "نحن في اليوم الثالث عشر من المأساة الحقيقية، من الكارثة التي يعيشها شعبنا وبالذات في قطاع غزة، تلك المأساة التي لم تترك شيئاً في غزة إلا وتناولته" وفق ما نقلته وكالة رامتان للأنباء.