قادة الدول الخليجية يتفقون على عقد قمة طارئة للتضامن مع غزة بينما الانقسامات تتزايد عربياً
الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN)-- بدأت في العاصمة السعودية الرياض مساء الخميس، أعمال القمة الخليجية الطارئة التي دعا إليها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، لمناقشة الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، الذي يتعرض لقصف إسرائيلي منذ 20 يوماً، خلف أكثر من ألف قتيل ونحو خمسة آلاف جريح.
يأتي انعقاد القمة الخليجية قبل ساعات من موعد القمة العربية الطارئة، التي دعت قطر إلى عقدها في الدوحة الجمعة، إلا أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أكدت عدم اكتمال النصاب القانوني اللازم لعقد قمة الدوحة، في الوقت الذي تستعد فيه الكويت لاستضافة أول قمة عربية اقتصادية منتصف الأسبوع المقبل.
وقد تأكد مشاركة قادة خمس دول خليجية بقمة الرياض، وهم الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والشيخ حمد بن خليفة أمير قطر، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، بالإضافة إلى العاهل السعودي، فيما أوفد سلطان عُمان قابوس بن سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، فهد بن محمود، لحضور القمة.
وفي مؤشر على تزايد الانقسام العربي إزاء تلك القمم العربية المتعددة، أعلن العاهل المغربي، الملك محمد السادس، عدم الحضور شخصياً في القمة العربية الاستثنائية المقترحة بالدوحة، وكذلك في القمة العربية الاقتصادية بالكويت، وفقاً لما أعلن الديوان الملكي الخميس.
وجاء في البيان، الذي نقلته وكالة الأنباء المغربية "ماب"، أن "القرار الملكي السامي ينطلق من حيثيات موضوعية، واعتبارات مؤسفة، متمثلة في الوضع العربي المرير، الذي بلغ حداً من التردي، لم يسبق له مثيل في تاريخ العمل العربي المشترك."
وأضاف أن "مجرد طرح فكرة عقد قمة عربية استثنائية، أصبح يثير صراعات ومزايدات، تتحول أحياناً إلى خصومات بين البلدان العربية"، مشيراً إلى أن "المؤسف أن هذه الخلافات الجانبية، تهمش القضايا المصيرية للأمة، وفي صدارتها قضية فلسطين، كما أنها تحجب جوهر الصراع القائم في المنطقة، وتصب في خدمة مصالح الأعداء الحقيقيين للأمة."
وفي الوقت الذي بدأ فيه عدد من قادة الدول العربية، التي أعلنت موافقتها على المشاركة بقمة الدوحة في التوافد على العاصمة القطرية الخميس، أعلنت كل من الكويت والجامعة العربية أن العاصمة الكويتية ستشهد الجمعة اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب، لمناقشة الوضع في غزة.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن وكيل وزارة الخارجية، خالد الجار الله، قوله إن الاجتماع سيناقش كيفية تناول القمة الاقتصادية المرتقب انعقادها في الكويت الاثنين المقبل، ملف غزة، مشيراً إلى أن الوزراء العرب سيبحثون أيضاً قرار الأمم المتحدة رقم 1860، الداعي إلى وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة.
وأضاف المسؤول الكويتي أن اجتماعاً آخر لوزراء المالية العرب سوف يعقب اجتماع وزراء الخارجية، لدراسة الموضوعات المتعلقة بجدول أعمال القمة الاقتصادية المقبلة، لافتاً إلى أن هناك دراسة معمقة لجدول الأعمال الذي سيطرح أمام القادة.
وأضاف الجار الله أن الاجتماع سيبحث كذلك آلية تنفيذ القرارات التي تصدر عن القمة، فيما يتعلق بشقيها فيما يخص موضوع غزة ووقف النزيف الفلسطيني، وكذلك القرارات الاقتصادية.
وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد أعلن في وقت سابق الأربعاء، من الكويت، حيث تعقد الاثنين القمة الاقتصادية العربية أن النصاب المطلوب لعقد قمة عربية طارئة في قطر لم يتحقق، مشيراً إلى أن 13 دولة فقط وافقت على القمة، في حين يتوجب الحصول على موافقة 15 دولة لعقد القمة.
كما قال مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، هشام يوسف، في تصريحات له من العاصمة الكويتية، إن "الأوضاع في قطاع غزة، نتيجة العدوان الاسرائيلي المستمر ستكون لها الأولوية في اجتماع وزراء الخارجية العرب غداً (الجمعة)."