أطفال أحياء مع جثث في منازل بغزة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كثف سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على أهداف في قطاع غزة الخميس، حيث استهدفت طائراته أكثر من 60 موقعاً في القطاع، بحسب ما ذكره ناطق رسمي إسرائيلي، ذكر أيضاً أن الغارات المتواصلة منذ 13 يوماً أصابت مسجداً "تستخدمه حماس لتخزين الأسلحة" إلى جانب مراكز لإطلاق الصواريخ ومنازل لقادة حماس.
كما وجهت الطائرات الإسرائيلية ضرباتها إلى مناطق في رفح، تعتقد تل أبيب حماس حفرت فيها شبكات من الأنفاق المتجهة نحو الأراضي المصري، بينما أطلقت الفصائل الفلسطينية خلال الساعات الـ24 الماضية أكثر من 22 صاروخاً، سقط بعضها في بلدة أسدود الواقعة على بعد 27 كيلومتراً من غزة، دون تسجيل إصابات.
ومن المنتظر أن يلتقي رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، الخميس كبار المسؤولين الأسبان لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، وذلك إثر وصوله إلى مدريد قادماً من نيويورك.
وسيجتمع عباس مع وزير الخارجية الأسباني، ميغيل انخيل موراتينوس، ورئيس الحكومة، خوسيه لويس ثاباتيرو، الذي سبق له أن طالب الاثنين بفرض "وقف فوري لإطلاق النار" في غزة، مشدداً على عدم وجود حل عسكري للأزمة.
وسيلتقي عباس أيضاً بالملك الأسباني، خوان كارلوس، الذي حض بدوره على وقف إطلاق النار، معرباً عن استعداد أسبانيا للمشاركة في أي قوة مراقبة أوروبية قد تتشكل في المستقبل لإنهاء الصراع.
وكان وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، قد قال إن بلاده دعت حركة حماس إلى المشاركة في المباحثات "الطارئة" التي ستستضيفها القاهرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، لمناقشة مقترحات لوقف إطلاق النار ومعالجة المسائل الإنسانية.
غير أن أبو الغيط أشار إلى أن وفد الحركة - إن حضر - فسوف يجلس في غرفة منفصلة عن سائر المتحاورين.
بالمقابل، ناشدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي الحكومة الإسرائيلية السماح لها بدخول قطاع غزة فوراً، معلنة أن ذلك يأتي بعد جولة ميدانية قامت بها مجموعات تابعة لها اكتشفت "مناظر مروعة" بحي الزيتون، حيث تمدد أطفال أضعف من أن يتمكنوا من الوقوف إلى جانب جثث أمهاتهم.
وقالت اللجنة إن مجموعة من متطوعيها دخلت حي الزيتون بغزة مع أربع سيارات إسعاف تابعة للصليب الأحمر الفلسطيني، حيث عثرت على أربعة أطفال في وضع صحي لا يسمح لهم حتى بالوقوف على أقدامهم، ممدين في بيت يضم 12 جثة.
وأضافت اللجنة أنه تم العثور أيضا على جثث أخرى في منازل متفرقة في المنطقة التي اضطروا إلى مغادرتها بعدما أرغمهم الجيش الإسرائيلي على ذلك، ناقلين الأطفال والجرحى الذين تمكنوا من الوصول إليهم إلى سيارات الإسعاف بعربة يجرها حمار بسبب الدمار الذي يحول دون مرور السيارات.
وقال بيبر فيتاش، كبير مسؤولي الصليب الأحمر الدولي في إسرائيل والأراضي الفلسطينية: "إنها واقعة تصيب المرء بصدمة.. لا بد وأن الجيش الإسرائيلي كان على علم بالحادث، غير أنه لم يقدم الدعم للجرحى أو يسمح لنا أو للصليب الأحمر الفلسطيني بفعل ذلك.
أما الجيش الإسرائيلي، فقد نفى على لسان ناطق باسمه، علم القيادة العسكرية بالواقعة، كما شكك في أن تكون إسرائيل قد تلقت طلباً رسمياً لفتح تحقيق.
بالمقابل، أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن مجموعة من الدول الغربية ما تزال تحاول إجلاء رعاياها من قطاع غزة، مع استمرار وجود أكثر من مائة أجنبي هناك، بالتزامن مع اشتداد وطأة العملية العسكرية الإسرائيلية التي انتقلت إلى مرحلتها الثالثة.
ويشكل السويديون، إلى جانب أعداد من النرويجيين والكنديين والفرنسيين والبولنديين، أكبر شريحة بين الأجانب بغزة، وعددهم 34، وقد تعثرت حتى الساعة جهود إخراجهم من القطاع، ويتجمع عدد منهم في المركز الثقافي الفرنسي بغزة، على أمل أن تتمكن حكومتهم من إجلائهم، وهو أمر يبدو أن دونه عراقيل أمنية.
من جانب آخر، قال مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية إنه أرسل إلى وزارة الخارجية في واشنطن رسالة يطلب فيها تقديم المساعدة لطفلين أمريكيين في غزة، وهو أمر نفت الوزارة علمها به.
وكانت السفارة الأمريكية في إسرائيل قد ساعدت على إجلاء 27 شخصاً من غزة، بينهم 16 أمريكياً و11 من أفراد عائلاتهم.
إلى ذلك أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، عن "سرورها" لقيام إسرائيل بتأمين ممرات آمنة لنقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتعليق القصف لثلاث ساعات كل يومين، غير أنها شددت على ضرورة استمرار ذلك "لأن سكان غزة بحاجة لإمدادات غذائية وصحية وطبية."
وفي الأمم المتحدة، التي فشلت فيها حتى الساعة جهود المجموعة العربية لإصدار قرار بوقف إطلاق النار في مجلس الأمن، أُعلن أن مجلس حقوق الإنسان في جنيف سيعقد جلسة خاصة الجمعة لمناقشة "الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة."
وقد تمت الدعوة لعقد الجلسة بناء على طلب من المجموعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وحركة عدم الإنحياز، وبتأييد من تسع وعشرين دولة، من بينها روسيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا والسنغال وكوبا وإندونيسيا وماليزيا والفلبين، وكافة الدول العربية ودول أخرى، وفقاً لموقع الأمم المتحدة الإلكتروني.