الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته الجمعة
غزة (CNN)-- رغم قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860 الذي صدر فجر الجمعة ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، واصلت القوات الإسرائيلية ولليوم الرابع عشر على التوالي عمليتها العسكرية "الرصاص المصبوب" في قطاع غزة.
وفي الوقت الذي قرر فيه مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر في اجتماعه الجمعة، مواصلة العملية العسكرية في غزة، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، إن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بعدم الالتزام بقرار مجلس الأمن.
وأضاف أولمرت أن قيام مسلحي حماس، الذين وصفهم بـ"القتلة"، بإطلاق عدد من الصواريخ من قطاع غزة باتجاه مناطق الجنوب الإسرائيلي، في وقت سابق الجمعة، "دليل على أن قرار الأمم المتحدة غير عملي."
وشدد قائلاً: "دولة إسرائيل لا تقبل على الإطلاق أن يقرر أي طرف خارجي أن تتخلى عن الدفاع عن أمن مواطنيها، الجيش الإسرائيلي سوف يواصل عملياته للدفاع عن مواطني إسرائيل، وسوف تستمر المهمة حتى تحقق أهدافها التي خُططت لها."
من جهة أخرى، نقلت وكالة أنباء رامتان في القطاع، أن القصف الجوي الإسرائيلي تركز صباح الجمعة على بلدة بيت لاهيا شمالي مدينة غزة، كما ذكرت مصادر طبية فلسطينية سقوط 22 قتيلاً فلسطينياً فجر الجمعة.
في المقابل قال الجيش الإسرائيلي إن صواريخه استهدفت خمسة مواقع كانت "حماس" تستخدمها لإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل فجر الجمعة، بما فيها موقع كان ملاصق لأحد المساجد.
وأضاف أن 25 صاروخاً أطلق من غزة سقط جنوب إسرائيل اليوم (الجمعة) بما فيها صاروخين من طراز "غراد" سقطا في مدينة بئر السبع. كذلك سقط صاروخان في عسقلان وآخر في أسدود.
وقال الجيش الإسرائيلي إن أي أضرار أو إصابات لم ترد.
بموازاة ذلك، دعت "حماس" إلى مسيرات غضب الجمعة، تنطلق من المسجد الأقصى ومساجد الضفة الغربية تأييدا "للمقاومة وإدانة للعدوان وتصدياً للاحتلال"، كما نقل موقع "كتائب عزالدين القسام" الجناح المسلح للحركة.
في الغضون، ارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى قرابة 792 ضحية وأكثر من 3200 جريحاً منهم 380 إصابتهم خطيرة، وفقاً لما أعلنت الأمم المتحدة الجمعة، نقلاً عن وزارة الصحة الفلسطينية.
بينما قتل على الجانب الإسرائيلي 13 شخصاً بينهم 10 جنود إسرائيليين.
"أونروا" تعلق مساعداتها لغزة
والخميس قال رئيس عمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في قطاع غزة، جون غينغ، إن الوكالة فقدت "ثقتها" تجاه الجيش الإسرائيلي إثر مقتل عاملين اثنين في الوكالة برصاص القوات الإسرائيلية، ليرتفع عدد الذين قتلوا من الموظفين الأمميين على يد القوات الإسرائيلية منذ بدء الهجوم على غزة، إلى خمسة ضحايا.
وقال مدير الأونروا إن وكالته والمنظمة الدولية للصليب الأحمر قررا تعليق خدماتهما الإنسانية في القطاع، الخميس، إلى حين توافر ضمانات بتأمين ممر آمن إلى داخل غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد استهدف فريقاً تابعاً للأونروا بالقرب من معبر بيت حانون، ما أدى إلى مقتل متعاقد معها وإصابة زملائه، رغم أن هناك موافقة إسرائيلية وتنسيقاً مسبقاً لتأمين سلامة الفريق.
وأوضح كينغ "طبعاً نحن على مستوى المخاطر المعقولة المحدقة، إلا أننا لا نتوقع أن تطلق علينا النيران من قبل الذين أعطونا موافقة للتحرك."
وأضاف أن محادثات تجرى حالياً مع أرفع القيادات الإسرائيلية بأمل استئناف أعمال الإغاثة في غزة التي تعاني نقصاً حاداً في الغذاء والماء والمعدات الطبية والكهرباء.
بموازاة ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن حركة "حماس" أطلقت 20 صاروخاً الخميس، بما فيها ستة خلال هدنة الثلاث ساعات المقررة من أجل السماح لمورو المعونات الإنسانية للقطاع.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه سمح لـ89 شاحنة محملة بالمساعدات بدخول غزة.
في المقابل أكد القيادي في حركة "حماس" غازي حمد بعد عبوره إلى مصر من غزة الخميس، أن مقاتلي الحركة "مازالوا أقوياء" متعهداً بمواصلة القتال.
وقال حمد لشبكة CNN إن حركة المقاومة الإسلامية لن "تستسلم" أو ترضخ لمطالب إسرائيل بوقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية.
وأعلن "لن نرفع الراية (البيضاء) وسنعمل على حماية شعبنا.. أريد أن أقول إننا كشعب فلسطيني نريد أن نعيش بسلام وأمن.. إلا أنني أعتقد أن قوة الاحتلال الإسرائيلي لن تعطينا هذه الفرصة."
ونقل مراسل الشبكة كارل بينهول إن المقابلة تم مقاطعتها من قبل مسؤول أمني مصري على ما يبدو، بعد استعجاله حمد بالعودة إلى داخل حدود غزة.