انتخابات رئاسية ساخنة في الجمهورية الإسلامية
طهران، إيران(CNN) -- حمل الرئيس الإيراني الأسبق، أكبر هاشمي رفسنجاني، بعنف على الرئيس الحالي، محمود أحمدي نجاد، عشية الدورة العاشرة للانتخابات الرئاسة التي تنطلق الجمعة واتهمه بـ"الكذب والتشويش"في رسالة إلى المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، الثلاثاء.
وجاءت رسالة رفسنجاني رداً على اتهامات نجاد، خلال المناظرة التي جرت الأسبوع الماضي بين الرئيس الإيراني المتشدد، وخصمه المعتدل مير حسين موسوي، واتهمه فيها أحمدي نجاد، والرئيس الأسبق، محمد خاتمي، بسوء الإدارة والفساد إحاكة مؤامرات ضده.
وتشهد الحملات الانتخابية في إيران، مناظرات رئاسية عنيفة تتخللها اتهامات ومزاعم عديدة بين المتنافسين، وأبرزهم أحمدي نجاد وموسوي ومهدي كروبي.
وقال رفسنجاني في رسالته التي نشرتها وكالة "مهر" شبه الرسمية، إن ملايين الإيرانيين شهدوا "مغالطات وفبركات" للحقائق خلال المناظرة التي جرت الأسبوع الماضي بين أحمدي نجاد وموسوي.
ويشار إلى أن رفسنجاني، وهو "رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام" من كبار الشخصيات السياسية في إيران، تولى الرئاسة من عام 1989 إلى 1997، وخاض السباق الرئاسي مجدداً عام 2005، ليخسر في مواجهة أحمدي نجاد، الذي كان عمدة طهران حينذاك.
وأضاف: من المؤسف أن التصريحات غير المسؤولة والعارية عن الحقيقة لأحمدي نجاد استعرضت الذكريات المرة لأقاويل وممارسات المنافقين والفئات المعادية للثورة في السنين الأولى التي تلت انتصار الثورة، وكذلك الاتهامات التي أطلقت في الانتخابات الرئاسية السابقة سنة 2005.
وتابعت الرسالة: "إنه يبدو أن هذه الاتهامات أطلقها أحمدي نجاد من أجل التغطية على التقارير الموثقة والمكررة لديوان الحسابات بشأن فقدان مليار دولار وارتكاب آلاف المخالفات في صرف الميزانية"، حسب "مهر."
ودعا الرئيس الإيراني الأسبق المرشد الروحي إلى التدخل لحسم الأمر: ""أتوقع منك (خامنئي) أن تحل هذا الأمر من أجل إطفاء هذا الحريق، الذي ارتفع دخانه وصار يشاهد في الأجواء، وأن تحولوا دون انتشارها وازدياد استعارها أثناء الانتخابات وبعدها".
وإلى ذلك، حذر آية الله مكارم شيرازي، المرجع الديني في مدينة "قم" المقدسة، المرشحين في الانتخابات الرئاسية وأنصارهم من مغبة إثارة الشكوك في خطاباتهم حول النظام والإسلام عموماً، داعيا كل من أساء إلى الآخرين خلال الحملة الانتخابية إلى تقديم الاعتذار فور انتهاء الانتخابات، بحسب الوكالة.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية التي استبقت الانتخابات الإيرانية، والمقرر إجراؤها في 12 يونيو/حزيران الجاري، اكتسب السباق الرئاسي زخما جديداً، بعد أن بدا بأن للرئيس الحالي الحظ الأوفر في تحقيق فوز كاسح على منافسيه في الانتخابات.
إلا أن التوقعات الراهنة تشير بأن على نجاد القتال بشراسة لكي يضمن فرص إعادة انتخابه.
وعكست المناظرة التي جرت بين نجاد، وأحد أقوى منافسيه، مير حسن موسوي، سخونة أجواء المعركة الانتخابية لرئاسة الجمهورية الإسلامية.