محتجون من أنصار موسوي
طهران، إيران (CNN)-- رفض الرئيس الإيراني المُعاد انتخابه محمود أحمدي نجاد، تقديم ضمانات شخصية لأمن معارضيه، فيما تجددت الموالجهات بين قوات الأمن ومناهضين للرئيس المنتخب، في أنحاء مختلفة من العاصمة طهران الأحد، دفعت الأجهزة الأمنية إلى شن حملة اعتقالات واسعة، شملت قياديين إصلاحيين.
ورداً على سؤال للزميلة كريستيان أمانبور، كبيرة المراسلين لشبكة CNN، بشأن سلامة المعارضين المعتقلين، قال الرئيس الإيراني إن "هناك قانون في هذا البلد، وجميع الناس سواسية أمام القانون"، رافضاً الحديث عن منح ضمانات شخصية لأبرز منافسيه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مير حسين موسوي، الذي طالب من جانبه بإلغاء نتائج الانتخابات.
وتابع نجاد قائلاً: "في مباراة كرة القدم، الجماهير ربما تتعرض لبعض الإثارة، وهذا قد يؤدي إلى حدوث مواجهات بين الناس وقوات الأمن، والناس الذين ينتهكون قواعد المرور، سيتعرضون بطبيعة الحال للغرامة بواسطة الشرطة، أياً كانت طبيعتهم، فهذا لا يمثل أي مشكلة."
وعندما كررت أمانبور السؤال مرة أخرى على الرئيس الإيراني، إذا ما كان يضمن سلامة موسوي شخصياً، أجاب نجاد، في أول مؤتمر صحفي بعد إعلان فوزه برئاسة الجمهورية الإيرانية لفترة جديدة، بقوله: "لقد أجبت بالفعل على هذا السؤال."
في الغضون، تجددت المواجهات بين قوات الأمن وأنصار مرشح التيار الإصلاحي، مير حسين موسوي، الذي أعلن في وقت سابق رفضه لنتائج الانتخابات التي جرت الجمعة الماضي، قائلاً إنها شهدت "انتهاكات فاضحة."
وخلال الساعات التي أعقبت إعلان فوز نجاد، اشتبك الآلاف من أنصار موسوي بقوات الأمن، ورددوا شعارات "الموت للطاغية" و"نريد الحرية"، كما قاموا بإحراق دراجات قوات الأمن، وهشموا الواجهات الزجاجية للمحلات مساء السبت.
وقد انتشرت وحدات من قوات مكافحة الشغب في عدد من مناطق العاصمة طهران لمنع حصول تجاوزات تهدف إلى إثارة القلاقل في المدينة، كما أن هناك مخاوف من احتمالات تفجر الوضع مع خروج أنصار الرئيس الإيراني للاحتفال بالنصر.
ولخص الطالب يشار كازدوزيان تلك المخاوف: "جميعنا قلقون.. أن ينقلب الشعب ضد الشعب هذه أسوأ أنواع العنف في إيران."
يُشار إلى أن طهران والمدن الأخرى تشهد احتفالات عقب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، حيث خرج العديد من الإيرانيين في العديد من المدن احتفالا بالفوز.
وكان نجاد قد اعتبر، في تصريح له بعد أن أدلى بصوته في الانتخابات الرئاسية العاشرة في إيران، أن "المشاركة النشطة للشعب الإيراني في هذه الانتخابات تبشر بأن إيران ستتخذ قرارات مهمة وعظيمة في الحقبة المقبلة."
وأكد أن الاستحقاق الرئاسي الحالي "مرحلة مهمة في تعزيز الوحدة الوطنية، وتوفير الأجواء المناسبة لتحقيق الازدهار في إيران"، كما رأى أن مشاركة الشعب الإيراني النشطة في هذه الانتخابات "خير دليل على تواجده الفاعل في الساحة."
من جهته دعا مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، خلال إدلائه بصوته في صندوق الاقتراع، الشعب الإيراني إلى الالتزام بوعيه وهدوئه وصحوته التي حافظ عليها طوال الفترة التي سبقت الانتخابات وقال إن مشاركة الشعب في الانتخابات تجسد حضوره الفاعل في المجال السياسي للبلاد.
موسوي يطالب بإلغاء نتائج الانتخابات
من جانبه، طالب المرشح "الخاسر"، مير حسين موسوي، الحكومة الإيرانية بإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية، التي أدت إلى فوز الرئيس المنتهية ولايته، محمود أحمدي نجاد، بفترة ثانية.
وفي الرسالة التي تداولها أنصاره ونشرت على موقع حملته الانتخابية على الانترنت قال موسوي: "أرى أن هذا هو الحل الوحيد لاستعادة ثقة الجمهور وتأييد الشعب لحكومتهم"، كما طالب مجلس صيانة الدستور برفض النتائج.
وتضاربت التقارير في وقت سابق، بشأن موسوي، الذي حصل على أكثر من 32 في المائة من أصوات الناخبين، حيث أشارت بعض التقارير إلى اعتقال السلطات الإيرانية له، فيما قالت أخرى إنه قيد الإقامة الجبرية بمنزله.
وتمركز عدد من الحرس خارج سكنه، إلا أنه لم يتضح إذا ما كانوا من عناصر أمنه أو القوات الحكومية.
إسرائيل: نجاد أو موسوي إيران مازالت تهديداً
قال وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان إن إعادة انتخاب نجاد يقوي التهديدات الإيرانية، ودعا المجتمع الدولي لمضاعفة جهوده لوقف البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
وقال ليبرمان: "يجب أن يواصل المجتمع الدولي العمل دون هوادة لمنع إيران من أن تصبح قوة نووية ووقف أنشطتها التي تساعد المنظمات الإرهابية وتقوض استقرار الشرق الأوسط."
من جانبه أضاف نائبه، داني يعلون، أن انتخاب نجاد أم الإصلاحي موسوي فالأمر سيان، فإن إيران مازالت تشكل تهديداً.