شهدت شوارع طهران احتجاجات عارمة على ما أسمته المعارضة بالانتخابات المسروقة
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أعرب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الاثنين عن قلقه البالغ إزاء الاحتجاجات العنيفة التي أعقبت فوز الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، في الانتخابات الرئاسية، وتقول المعارضة إنها "مسروقة."
وأكد أوباما لحشد من الصحفيين في البيت الأبيض، إن القرار يعود للشعب الإيراني في اختيار قياداتهم، وأردف: "نحترم السيادة الإيرانية، ونسعى لتجنب أن تكون الولايات المتحدة قضية داخل إيران."
وأبدى انزعاجه البالغ إزاء أعمال العنف، وأضاف: "أعتقد أنه من الخطأ أن أصمت حيال ماشهدته على التلفزيون على مر الأيام القليلة الماضية."
وجاء تصريح الرئيس الأمريكي بعدما بث التلفزيون الإيراني تقريرا عن وقوع إطلاق النار مساء الاثنين، أثناء تجمع جماهيري مؤيد للمرشح الإصلاحي، مير حسين موسوي في العاصمة طهران، ما أدى إلى سقوط جريح واحد على الأقل، بحسب التقرير.
ونقلت تقارير أخرى أن متظاهراً قتل بالرصاص الاثنين وأصيب آخرون في التظاهرة، في حين أشارت أخرى الثلاثاء إلى مقتل سبعة.
ولم يتسن لـCNN التأكد بشكل مستقل من أي من تلك التقارير.
وتجنب الرئيس الأمريكي الإشارة إلى مزاعم تجاوزات تخللت الانتخابات الرئاسية العاشرة في الجمهورية الإسلامية، وأضاف: "يجب سماع صوت الشعب الإيراني واحترامه."
وتابع: "أعتقد أن العملية الديمقراطية، وحرية التعبير، وإتاحة المعارضة السلمية للشعب، جميعها قيم بحاجة للاحترام."
وأشار موسوي، الذي خسر بهامش 2 إلى 1، لصالح الرئيس الإيراني، إلى حدوث تجاوزات في الانتخابات، ودعا إلى وقف فرز الأصوات.
وعقب إعلان النتائج خرج أنصاره إلى الشوارع للتنديد بما أسموه بـ"الانتخابات المسروقة."
هذا وقد طالب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، على خامنئي، الاثنين بالتحقيق بشأن مزاعم التزوير في الانتخابات فاز فيها الرئيس الإيراني بأغلبية كاسحة.
وإلى ذلك قال مصدر أمريكي مسؤول، رفض تسميته، إن عدم وجود مراقبين للانتخابات جعل من الصعوبة التحقق من دقة النتائج.
وأضاف أن هناك بعض العناصر- ومن بينها فوز نجاد في مسقط رأس موسوي - نبهت إلى مؤشرات مبكرة بحدوث تزوير.
ورغم إعلان مجلس الوصاية التحقيق في مزاعم التزوير، إلا أن موسوي أبدى شكوكه حيال ذلك.
وكشف مصدر إيراني مسؤول لـCNN، آثر عدم كشف هويته، عن تدني شعبية موسوي في مسقط رأسه بـ"تبريز" وأن مزاعم انحياز مجلس الوصاية إلى نجاد، "غير مؤسسة أو منصفة."
ومن جانبه قال المحلل السياسي، كافيه أفراسيابي، إن الشعبية الواسعة التي يحظى بها نجاد في المناطق الريفية والبلدات الصغيرة، وقفت وراء فوزه.
ولفت إلى سياسة الرئيس الإيراني "لإعادة توزيع العداله " واهتمامه البالغ بالمناطق الريفية، حيث يعيش 75 في المائة من الناخبين المؤهلين للتصويت.
وأضاف أفراسيابي بأن موسوي ربما فاز في العاصمة "إلا أنه خسر في المحافظات.. وهذا شيء عليهم القبول به."
كي مون يشدد على ضرورة احترام إرادة الشعب الإيراني
قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إنه يتابع عن كثب الوضع في إيران وخاصة بعد الانتخابات الرئاسية وما أعقبها من خلاف حول نتائجها.
وأضاف للصحفيين: "إن موقفي وموقف الأمم المتحدة يتلخص في ضرورة احترام الإرادة الحقيقية للشعب الإيراني، وأنا أتابع عن قرب ما سيسفر عنه التحقيق في سير الانتخابات."