متابعة: مصطفى العرب
عناصر من حزب الله يستعدون للانتخابات
بيروت، لبنان (CNN) -- يتوافد اللبنانيون بكثافة منذ ساعات الصباح الأولى إلى مراكز الاقتراع في ظاهرة هي الأولى من نوعها منذ عقود، حيث تزدحم أمام المراكز طوابير طويلة من الناخبين في ظل إجراءات أمنية غير مسبوقة في انتخابات تشريعية "مشحونة" بين المعارضة، بقيادة حزب الله المدعوم من سوريا وإيران، والموالاة المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب.
ودعا الرئيس الأمريكي الأسبق والحائز على جائزة نوبل للسلام، جيمي كارتر، الولايات المتحدة الأمريكية الأحد إلى العمل والتعاون مع الفائز في الانتخابات اللبنانية العامة، أياً كان، كما حض السعودية وإيران على الاعتراف بالنتائج، في وقت أشارت فيه تقارير إلى حصول عمليات تشويش على شبكة الهاتف الجوال جنوبي لبنان مصدرها إسرائيل.
وتأتي هذه الدعوة من جانب كارتر إلى الإدارة الأمريكية، وسط تحليلات تفيد باحتمال فوز تحالف المعارضة "8 آذار" الذي يقوده حزب الله، الذي تصنفه واشنطن، بوصفه حركة إرهابية، في الانتخابات التي انطلقت صباح الأحد على حساب قوى الغالبية النيابية الحالية "14 آذار" بقيادة تيار المستقبل.
ويصوت في انتخابات لبنان حوالي ثلاثة ملايين و257 ألف ناخب، يتوزعون على 26 دائرة انتخابية. ويتولى 11 ألفاً و332 موظفاً إدارة 5181 قلماً في 1753 مركز اقتراع.
وقد وصل إلى لبنان وزير النقل الأميركي، راي لحود، للمشاركة في مراقبة الانتخابات النيابية اللبنانية وليؤكد على دعم الحكومة الأميركية للبنان.، ولحود هو من أصل لبناني، وكان قد زار لبنان مرات عدة كعضو في الكونغرس الأميركي. وقد عينه الرئيس أوباما وزيرا للنقل منذ كانون الثاني 2009.
وقد أدلى رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال سليمان، الذي تتهمه المعارضة بالتنسيق مع قوى "14 آذار" في عدد من الدوائر التي يغلب عليها الطابع المسيحي حيث قال إن الديموقراطية "نعمة يجب أن نحافظ عليها، وهذه نعمة يتميز فيها لبنان في الشرق الأوسط."
ونفى سليمان دعم أحد من المرشحين، ودعا إلى استمرار الحوار بين القوى اللبنانية بعد الانتخابات، غير أنه لفت إلى أن انعقاد طاولة الحوار "مرهون بنتائج الانتخابات حتى يحضر رئيس الحكومة المقبل" معتبراً أن الوحدة الوطنية ستكون عنوان الحكومة الجديدة التي ستنبثق بنتيجة الانتخابات.
وفي دوائر جنوب لبنان، حيث مراكز الثقل الانتخابي لحزب الله، أشارت تقارير إلى حصول عمليات تشويش أثرت على شبكة الاتصالات الخلوية.
وقد أصدر مكتب وزير الاتصالات اللبناني، جبران باسيل، بياناً قال فيه إنه بحث مع وزارة الخارجية إمكانية رفع شكوى ضد إسرائيل "لما في الأمر من اعتداء على السيادة الوطنية، ومن شبهة في توقيته في مرحلة الانتخابات النيابية والتأثيرات الممكنة لذلك."
وتأتي هذه الانتخابات وسط حالة من الترقب و"حبس الأنفاس" استعداداً لما ستسفر عنه "المعركة الانتخابية"، حيث سيتحدد مستقبل الخيارات السياسية لبيروت خلال الأعوام الأربعة المقبلة من القضايا الاقتصادية وصولاً إلى الموقف من المحاور الدولية.
فمنذ مساء الجمعة، أقفرت الشوارع في بيروت باستثناء بعض المواكب السيارة لمناصري القوى المختلفة، الذين استفادوا من "الفرصة الأخيرة" قبل وقف الحملات الانتخابية، في حين شهدت ساعات الصباح إقبالاً منقطع النظير على المتاجر لتخزين الأطعمة خوفاً من "الأسوأ" الذي اعتاد مطاردة اللبنانيين لسنوات.
وأعلنت معظم المحال أنها ستغلق أبوابها حتى الثلاثاء، بانتظار إعلان النتائج الرسمية، خشية سيناريوهات مقلقة تفترض حصول صدامات بين التيارات المتصارعة، إن أظهرت النتائج توجهات غير محسوبة.
كما تغلق المدارس والجامعات الرسمية والخاصة في لبنان، مع تحويل عدد منها لمراكز انتخابية وانصراف موظفيها إلى شغل منصب رؤساء أقلام تلك المراكز.
وشهدت محلات بيع الخضار والمواد الغذائية ازدحاماً خانقاً اعتباراً من الجمعة، قبل أن تنفد بضائعها تقريباً بحلول صباح السبت بسبب الإقبال الشديد من السكان على ما يعرف بـ"التموين."