وزارة الدفاع العراقية أعدت خطة طوارئ لانسحاب مفاجئ محتمل
بغداد، العراق (CNN)-- كشف وزير الدفاع العراقي عبد القادر جاسم العبيدي الخميس، عن "خطة طوارئ" للحكومة العراقية في حال صدور قرار مفاجئ من الرئيس الأمريكي الجديد، باراك أوباما، بسحب قواته من العراق، في الوقت الذي حذر فيه السفير الأمريكي ببغداد، رايان كروكر، من مخاطر ما وصفه بـ"انسحاب متهور" للجيش الأمريكي من العراق.
وقال وزير الدفاع العراقي، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الصربي، دراكان شينواو توناس، في العاصمة بغداد الخميس، رداً على سؤال بشأن انسحاب محتمل للقوات الأمريكية من العراق: "لقد وضعنا خطط طوارئ لمواجهة أسوأ الاحتمالات في حال انسحاب القوات الأمريكية بصورة أسرع من المتوقع."
وأضاف العبيدي قوله إن الجيش العراقي، خاصة القوات البرية، تمتلك الآن قدرة عالية على تنفيذ العمليات القتالية من دون دعم من الجانب الأمريكي، إلا أنه أشار إلى أن القوات الجوية ما زالت بحاجة إلى مدة من الزمن، ربما تصل إلى منتصف العام المقبل، قبل استكمال استعداداتها.
في الغضون، حذر السفير الأمريكي ببغداد من تعجل الانسحاب من العراق، قائلاً في تصريحات صحفية الخميس: "أي انسحاب متهور سيحمل معه كثير من المخاطر"، إلا أنه تابع بقوله إنه ليس هناك اتجاه حالياً لدى الإدارة الأمريكية بشأن انسحاب من العراق قبل الموعد المحدد.
وأضاف السفير كروكر، الذي من المتوقع أن يترك منصبه في وقت لاحق من الشهر المقبل: "بالتأكيد سيكون هناك انسحاب، هذا ما اتفقنا عليه بالفعل"، ولكنه أشار إلى أن إدارة الرئيس أوباما وكذلك الحكومة العراقية، سيحددان معاً الجدول الزمني للانسحاب المحتمل.
وكان أوباما قد عقد اجتماعاً في وقت سابق الأربعاء، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، مع السفير كروكر، وقائد القوات الأمريكية بالعراق الجنرال ريموند أوديرنو، ضم أيضاً الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى عدد من مسؤولي الإدارة الجديدة.
وفي وقت سابق، نفى مستشار الشؤون العامة بالسفارة الأمريكية في بغداد، آدم إيرلي، حدوث تغيير في موقف الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن الاتفاق الأمني مع الحكومة العراقية، الذي ينظم وجود القوات الأمريكية في العراق خلال العام 2009، بعد انتهاء التفويض الممنوح من الأمم المتحدة لقوات التحالف بنهاية العام الماضي.
وقال الدبلوماسي الأمريكي: "الاتفاق الأمني بين بغداد وواشنطن هو اتفاق مبرم بين دولتين، وعلينا أن نلتزم به، ولا يمكن إلغاؤه دون موافقة البلدين"، وأوضح أن تغيير الإدارة الأمريكية "لن يؤثر في هذا الالتزام"، قائلاً في هذا الصدد: "هناك تغيير في الإدارة وليس تغيير في الالتزامات، فكل شيء سيبقى على ما هو عليه."
إستونيا تنهي مهمتها في العراق
من جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع الإستونية الخميس، انتهاء مهمتها العسكرية التي استمرت ست سنوات ضمن قوات التحالف الدولية بالعراق، بعد فشلها في التوصل إلى اتفاق مع بغداد بشأن تمديد وجود قوتها، البالغ قوامها نحو 40 جندياً.
وقال وزير الدفاع الإستوني، جاك آفيكسو، في بيان صدر الخميس، إن بلاده لن تقوم بإرسال مزيد من الجنود إلى العراق، مشيراً إلى أن آخر وحدة عسكرية عادت إلى إستونيا في أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في الوقت الذي كانت تستعد فيه وحدة جديدة تضم 34 جندياً لاستبدالها.
وأضاف آفيكسو أن غياب اتفاق أمني "يحدد الشكل القانوني لجنودنا" كان أحد ثلاثة أسباب دفعت إستونيا لإنهاء مهمتها العسكرية في العراق، مشيراً إلى أن السببين الآخرين يتعلق احدهما بالتحسن الأمني الذي تشهده العراق، فيما يتعلق الآخر بـ"رغبة الحكومة العراقية في تعزيز التعاون الأمني، بدلاً من التواجد العسكري."
ومن المتوقع أن يقوم وزير الدفاع الإستوني بزيارة العراق في وقت لاحق، للإعلان رسمياً عن انتهاء مهمة قوات بلاده، بالإضافة إلى مناقشة إمكانية التعاون المستقبلي بين البلدين، مع نظيره العراقي عبد القادر العبيدي، حسب بيان الوزارة الإستونية.