فتى من بين الجرحى في غزة
القدس(CNN) -- كشف الدكتور معاوية حسنين، مدير الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة الفلسطينية لشبكة CNN، أن عدد القتلى في العملية الإسرائيلية المستمرة في غزة قد وصل إلى 507، بينهم مائة من الأطفال والنساء، وذلك إلى جانب قرابة 2500 جريح.
وفي الإطار عينه، قال الطبيب النرويجي، إيريك فوسي، المتطوع في مستشفى الشفاء بغزة لـCNN، إن تدفق الجرحى والقتلى إلى المستشفى ارتفع ثلاثة أضعاف خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيراً إلى أن 30 في المائة من المصابين هم أطفال.
وأضاف: "نحن نعمل في كل مكان.. هناك أشخاص في الممرات.. المرضى في كل مكان.. هناك أشخاص يموتون قبل أن يتاح لهم تلقي العلاج
إلى ذلك، ألغت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، الرحلة التي كانت تعتزم القيام بها إلى الصين هذا الأسبوع وذلك بهدف التركيز على "معالجة الأوضاع في الشرق الأوسط،" على ما ذكره بيان للخارجية الأمريكية، أورد أيضاً أن وكيل الوزارة، جون نيغروبونتي سينوب عنها في بكين الأربعاء، وذلك لإحياء الذكرى الـ30 للعلاقات الدبلوماسية بين الصين وأمريكا.
وكانت مصادر إسرائيلية وأخرى من حركة حماس قد أكدت أن الجيش الإسرائيلي قتل ثلاثة من كبار قادة الجناح العسكري للحركة، كتائب عز الدين القسام، وهم محمد الحلو وحسام حمدان ومحمد شلبوخ، وقال مصادر في تل أبيب إن الثلاثة على صلة بعمليات إطلاق الصواريخ.
وقتل شلبوخ في عملية قرب مخيم جباليا شمالي غزة، في حين قتل حمدان والحلو في غارة بخان يونس جنوبي القطاع، في حين ذكرت مصادر إسرائيلية أن غارات الأحد استهدفت 45 مركزاً ومنشأة لحماس، بينها مقر الاستخبارات التابعة لحماس.
كما أضافت المصادر أن بلدات جنوبي إسرائيل شهدت سقوط 30 صاروخاً، بينها 12 من نوع غراد، علماً أن الرد الصاروخي للفصائل الفلسطينية في غزة على العمليات العسكرية التي تستهدف القطاع أسفرت عن مقتل أربعة إسرائيليين، بينهم جندي.
وعلى الخط الدبلوماسي، بدأت الوفود الدولية بالتقاطر على الشرق الأوسط لمحاولة احتواء الوضع المتفجر بغزة، وفي هذا السياق، يُنتظر أن يلتقي رئيس الوزراء البريطاني السابق، طوني بلير، الذي يمثل الرباعية الدولية حالياً، برئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت الأحد.
ويصل إلى المنطقة الأحد أيضاً، مبعوث الرئاسة الروسية الخاص إلى الشرق الأوسط، الكسندر سلطانوف، والوفد الدولي الأوروبي، الذي من المتوقع أن يصل إلى مصر وينتقل منها إلى إسرائيل ومناطق السلطة الوطنية الفلسطينية.
وانتقد وزير الخارجية المصري، أحمد أبوالغيط ما وصفه بأنه "تلكؤ مجلس الأمن في إصدار قرار لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة،" معتبراً أن استمرار ذلك "يفقد (المجلس) مصداقيته أمام الرأي العام في العالمين العربي والإسلامي، وشدد على أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية لن يحقق الهدف المعلن منه وهو تدمير الفصائل الفلسطينية المقاتلة في غزة بل سيحقق فقط المزيد من القتل والدمار دون جدوى.
بالمقابل، دعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأحد جميع القوى الوطنية لرص الصفوف تحت عنوان "الوحدة ضد العدوان،" وأضافت أن جميع فصائل منظمة التحرير تقوم الآن داخل غزة وفي الميدان "بدورها في التصدي للعدوان."
وأكدت اللجنة على موقفها بأن المفاوضات مع إسرائيل "لا يمكن استمرارها مادام العدوان مستمرا،" ودعا، باسم القيادة الفلسطينية، إلى لقاء فوري بمشاركة جميع الفصائل وقادتها لتوحيد الموقف، كما توجهت المنظمة إلى الدول العربية طالبة منها وقف "المزايدات" و"مسلسل التشهير وتسديد الحسابات."
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، قد قال إنه "لم يكن أمامه خيار" سوى السير بعملية اجتياح بريّة لقطاع غزة لإنهاء قدرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على استخدام الصواريخ لضرب أهداف في جنوبي إسرائيل، وذلك في كلمة ألقاها أمام أعضاء المجلس الوزاري المصغّر.
وذكر أولمرت أن هدف العملية الإسرائيلية هو "ضرب البنية التحتية التي أسستها حماس والسيطرة على المناطق التي تُطلق منها معظم الصورايخ،" وأضاف أنه من غير المقبول أن تقع الجبهة الداخلية لدولة "مسؤولة ومصممة" تحت وطأة هجمات دون أن "يدافع عنها جيشها الشجاع والقوي والحسن التدريب."
وأضاف أولمرت أنه بعد التشاور مع مستشاريه ومساعديه الجمعة، "قررت إرسال الشبان (الجنود) للدفاع عن عائلاتهم وأشقائهم وشقيقاتهم وجيرانهم،" مستطرداً بأن العملية الجارية حالياً كانت "لا يمكن تجنبها."
وتابع رئيس الحكومة الإسرائيلية إن قرار الذهاب إلى المواجهة مع حماس جاء بعد تفكير طويل أعقب فشل التهدئة التي استمرت لستة أشهر، والتي ذكر أولمرت أن حكومته "منحتها الوقت الكافي للنجاح بهدف تجنّب عملية عسكرية واسعة النطاق."
ولفت أولمرت إلى أنه يواصل اتصالاته الدبلوماسية مع "قادة العالم الحر" على حد تعبيره، مشدداً في هذا الإطار على أنه تلقى دعماً كبيراً من الرئيس الأمريكي، جورج بوش، الذي طلب منه الحرص ليس على إيقاف قدرة حماس على استخدام الصورايخ فحسب، بل والقضاء على قدرتها على فعل ذلك في المستقبل.
من جهته، طالب رئيس الحكومة البريطانية، غوردون براون، بـ"وقف فوري لإطلاق النار" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشدداً على ضرورة أن تصل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من جهة، بالتزامن مع تأكّد إسرائيل من أنها لن تتعرض لإطلاق صواريخ.
وكشف براون أنه اتصل بأولمرت ثلاث مرات خلال الأيام الماضية، وأن وزير خارجيته، ديفيد مليباند، على اتصال بدوره بكبار المسؤولين الإسرائيليين بهدف "معرفة الضمانات التي يرغبون بالحصول عليها مقابل وقف العمليات العسكرية."
كما أشار إلى أنه "حاول الاتصال" برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، محدداً ثلاث نقاط لحل الأزمة في غزة تتمثل في التوصل لوقف فوري لإطلاق النار وحل مشكلة تدفق وتهريب السلاح لغزة والعودة إلى فتح المعابر، معتبراً أن التوصل لذلك سيكون عبر قرارات دولية.
وكانت مصادر أمنية فلسطينية قد نقلت الأحد أن القوات الإسرائيلية سيطرت على الجانب الشرقي من شمالي غزة، خلال أقل من أربعة وعشرين ساعة من بدء الجيش الإسرائيلي العمليات البرية في القطاع.
وأشارت المصادر إلى مواجهات عنيفة جارية بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي "حماس" شرقي مخيم "جباليا" للاجئين شمالي غزة.
وكان ناطق باسم الجيش الإسرائيلي قد أعلن فجر الأحد عن اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي "حماس" على عدة محاور خلال الساعات الأولى من انطلاق العملية البرية في غزة.
وذكرت مصادر طبية فلسطينية إن ثمانية فلسطينيين قتلوا شمالي غزة الأحد، بينهم اثنان من الفصائل المسلحة.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة العشرات من مقاتلي "حماس" في المواجهات، دون الإفصاح عن تفاصيل.
هذا وقد أوضح الجيش الإسرائيلي إن صواريخه استهدفت، في وقت متأخر السبت، 45 هدفاً مختلفاً لحماس من بينها مقر استخبارات الحركة، وفي المقابل أطلقت الفصائل الفلسطينية 30 صاروخاً، على الأقل، من غزة على جنوبي إسرائيل.
ولم يسفر الهجوم عن إيقاع ضحايا، وفق المتحدث العسكري الإسرائيلي.
وفجر الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة 30 من جنوده بجراح، إصابة اثنين منهم خطيرة.
ورافق التوغل البري قصف جوي مكثف على القطاع" وشوهدت سحب الدخان وهي ترتفع في سماء المنطقة.
على صعيد متصل، وجه رئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ميغيل ديسكوتو بروكمان، فجر الأحد انتقادات نادرة ولاذعة للهجمات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وكيفية تجاوب مجلس الأمن الدولي للعمليات العسكرية الواسعة التي دخلت مساء السبت مرحلتها الثانية بهجوم بري على القطاع.
بروكمان: الهجوم الإسرائيلي بشاعة لا نظير لها
وجاء رد بروكمان على سؤال بشأن ردة فعله على الهجوم البري الإسرائيلي الذي أطلقته إسرائيل قبيل ساعات: أعتقد إنها بشاعة فائقة.. وليس هناك تسمية أخرى لذلك.."
ووجه انتقادات حادة لمجلس الأمن الدولي قائلاً: مرة أخرى العالم يرقب العالم وبفزع عدم فعالية مجلس الأمن جراء محاولات بعض الأعضاء حماية مصالحهم السياسية الخاصة."
واستطرد مهاجماً: "أنا لا أعنف أي من الدول الأعضاء، بل أتصدى للدفاع بقوة عن حقوق أناس يتعرضون لتدابير صارمة من قبل دولة عضو.. القول الآن بأن العنف اندلع جراء بعض صواريخ أطلقتها حماس وتجاهل العنف القائم منذ عقود والاحتلال، هو العنف ذاته."
وشدد بروكمان على ضرورة إجراء إصلاحات عاجلة في مجلس الأمن الدولي، قائلاً إن عدم الالتزام بالقرارات الدولية يقف وراء العنف الذي يجتاح غزة.
وكان مجلس الأمن الدولي قد فشل خلال جلسته الطارئة مساء السبت التوصل لقرار حول العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي.
ورفضت واشنطن مشروع قرار تقدمت به ليبيا لمجلس الأمن يعبر عن القلق البالغ من التصعيد في قطاع غزة ويطالب بوقف الأعمال العسكرية هناك فوراً.
وقال نائب المندوب الأمريكي، اليخاندور وولف لحشد من الصحفيين: "الولايات المتحدة تسعى لهدنة دائمة في غزة وهذا يعني لا للمزيد من الهجمات الصاروخية أو تهريب القنابل.. حق إسرائيل في الدفاع عن النفس غير قابل للتفاوض."
وأضاف: "لم نتمكن من التوصل لاتفاق اليوم."
وقال المندوب الليبي، جاد الله الطلحي إن مشروع القرار وجد دعماً عريضاً بين أعضاء مجلس الأمن، لكن للوفد الأمريكي موقفاً واضحاً ضد الخروج بقرار من هذا الاجتماع.
وكان السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، زلماي خليل زاد، قد وصف مشروع القرار، الذي وزعه المندوب الليبي الأسبوع الماضي، بأنه "غير مقبول"، وقال السفير البريطاني، جون سورز، إنه "غير متوازن."
إسرائيل تبدأ العمليات البرية في غزة
واستهل الجيش الإسرائيلي مساء السبت المرحلة الثانية من عملياته العسكرية التي بدأت في القطاع منذ ثمانية أيام.
وتوعدت حركة "حماس" برد حاسم على "العدوان،" مشيرة إلى أنها "أعدت بيان النصر" متوعدة جنود الجيش الإسرائيلي بمواجهة ضروس قائلة: "دخول القطاع لن يكون نزهة، وستكون غزة مقبرة لكم،" ودعت الشعوب العربية للخروج "عن بكرة أبيها لإزالة الحدود وفتح المعابر."
وتوجه بيان حماس، الذي تلاه القيادي في الحركة، إسماعيل رضوان، بحضور عضو المكتب السياسي، محمد نزال، التحية لسكان غزة الذين قال إنهم "يخوضون معركة القرآن بكل إصرار وثبات ويقين،" واتهم إسرائيل بأنها "اعتمدت على الإعلام المضلل باختراق بث فضائية الأقصى وأرسل المنشورات واتصل تلفونياً بالمواطنين للتغطية على هزيمته." (التفاصيل)
وأوقعت العمليات العسكرية الإسرائيلية، الدائرة منذ أكثر من أسبوع، 460 قتيلاً بين الجانب الفلسطيني بالإضافة إلى 2750 جريحاً، وفق مصادر طبية فلسطينية.