وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري
بغداد، العراق (CNN) -- أكد وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، الأربعاء أن بلاده مصممة على طلب تشكيل محكمة دولية لمتابعة تفجيرات ما بات يعرف بـ"الأربعاء الدامي" التي ضربت الوزارة ومرافق حكومية أخرى وأدت إلى سقوط أكثر من مائة قتيل و500 جريح، والتي وجهت بغداد أصابع الاتهام فيها لعناصر من حزب البعث العراقي موجودة بسوريا.
مواقف زيباري جاءت على هامش مؤتمر صحفي عقده في وزارة الخارجية ببغداد لإطلاع الصحفيين على مراحل إعادة تأهيل المرافق المتضررة.
وذكر زيباري أن الحكومة العراقية: "تسعى لحل الأزمة بين العراق وسوريا بكافة السبل،" مضيفاً أن بغداد: "متجاوبة مع كافة المبادرات ومنها المبادرة التركية ومبادرة الجامعة العربية لإيجاد تسوية للأزمة" مع دمشق، لكنه لفت إلى أن الاجتماعات التي جرت بين الطرفين حتى الساعة "لم تحرز تقدماً."
وأكد الوزير العراقي أن حكومته تتابع مساعيها للمطالبة "بتشكيل محكمة دولية للذين تسببوا بهذه الجريمة" كاشفاً عن وجود "جهود دبلوماسية واسعة مع كافة الأطراف منها مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة لتحقيق هذا الأمر."
كما أعلن زيباري أن بغداد طالبت الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بتعيين موظف رفيع المستوى لتقييم "حجم التدخلات والتحقق من آثار الجريمة" مضيفاً أنه جرى "إقناع كافة الأطراف بحاجة العراق إلى موظف أممي وتتم حالياً مشاورات في مجلس الأمن لتسمية الموظف وتداول أسماء المرشحين."
بالمقابل، كانت مدينة شرم الشيخ المصرية تشهد بعض المواقف اللافتة لوزراء داخلية دول جوار العراق، إلى جانب مصر والبحرين.
وقد برز في هذا الإطار كلمة الأمير نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية السعودي، الذي قال إن المنطقة مصابة بـ"محنة" من يسمون بالإرهابيين، مضيفاً: "لا يمكن أن يصل هؤلاء إلى العراق إلا عبر إحدى دولنا، ويجب أن نتعاون لما فيه كف الأذى عن العراق."
وتابع الوزير السعودي قائلاً: "أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن نفعل تعاوننا وأن نحمي العراق بجدية وبصدق وألا تكون أراضينا ممراً أو مقراً لمن يعمل ضد العراق وكذلك نفعل هذا بالنسبة لكل بلداننا.
وحذر الأمير نايف من أن عدم استقرار أوضاع "لا يقتصر خطره على العراق .. بل سوف ينال دول الجوار والمنطقة والعالم أجمع .. بحكم أهمية هذه المنطقة من العالم."
من جانبه، قال وزير الداخلية المصري، اللواء حبيب العادلي، إن بلاده سعت لإنجاز خطوات لصال العراق: "في إطار جهد وتنسيق دولي وإقليمي متعدد المحاور على مستوى الأمم المتحدة والمؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية."
وأكد العادلي أن لدى الجميع منطلق محوري ومهم ومصالح مشتركة تتطلب دعم مقومات الاستقرار من أجل عراق مستقل وموحد، وأوضح أن ما يميز هذا الاجتماع أنه الأول بعد أن تم توقيع الاتفاقية الأمنية العراقية التي تقضي بانسحاب القوات الأمريكية إلى خارج المناطق المأهولة بالسكان.