سجناء من تنظيمات إسلامية يغادرون سجن أبوسليم الخميس
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- دعت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تعنى بحقوق الإنسان، ليبيا إلى استكمال خطوتها الأخيرة بالإفراج عن 88 متهماً بالانتماء إلى تنظيمات إسلامية الخميس، من خلال إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، ومن قالت إنهم "احتجزوا ظلماً في السجون الليبية."
وذكرت المنظمة أن المفرج عنها مؤخراً، وأغلبهم في السجن منذ أواسط العقد التاسع من القرن الماضي إثر إدانتهم بمحاولة الانقلاب على الزعيم الليبي معمر القذافي تعرضوا لـ"محاكمات مجحفة" وقد أطلقت طرابلس سراحهم بعد إعلان التنظيمات التي ينتمون إليها، وخاصة الجماعة الليبية المقاتلة نبذ العنف في أغسطس/ آب 2009.
واعتبرت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، أن إطلاق سراح هؤلاء السجناء "خطوة إيجابية،" وأضافت: "والآن على الحكومة أن تمضي قدماً وتحرر جميع السجناء السياسيين، وهم أشخاص سُجنوا لمجرد إبداء آراء ينتقدون فيها الحكومة، ويجب أن تطلق معهم سراح جميع المحتجزين ظُلماً".
وعددت المنظمة مجموعة من السجناء الذين قالت إن السجون الليبية ما تزال "تحف بعشرات" منهم،" جرى وضعهم خلف القضبان بسبب تعبيرهم عن آرائهم السياسية ومنهم عبد الناسر الرباصي، وهو يُمضي عقوبة بالسجن لمدة 15 عاماً جراء كتابته رواية عن الفساد، إلى جانب 200 سجين قالت المنظمة إن وزارة العدل أقرت بأنهم أنهوا عقوباتهم لكنهم محتجزون بأوامر الأمر الداخلي.
وكانت مؤسسة خيرية يديرها سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، قد أعلنت الخميس أن السلطات في طرابلس أفرجت عن 88 من عناصر التنظيمات الإسلامية في البلاد، بينهم 45 من أعضاء "الجماعة الليبية المقاتلة" التي كان الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، قد أعلن انضمامها لتنظيمه.
وجاء في بيان نشرته "جمعية حقوق الإنسان بمؤسسة القذافي العالمية" الخميس أن 43 من المفرج عنهم ينتمون إلى "جماعات جهادية مختلفة،" كما أبدت المؤسسة "ارتياحها" لما أطلقته الجماعة الليبية المقاتلة من "دراسات تصحيحية حول مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس."
وكانت ليبيا قد قامت في أبريل/ نيسان 2008 قد أفرجت عن 90 عنصراً من الجماعة الليبية المقاتلة، وذلك بعدما "انخرطت قيادتها في حوار انتهى إلى تخليها عن العنف."
ويعتقد العديد من الخبراء أن للجماعة، أو تيارات تابعة لها، صلات بتنظيم القاعدة، وتعزز هذا الاعتقاد مع ظهور التسجيل الذي نسب للرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حين أعلن انضمام جماعة إسلامية ليبية إلى شبكة تنظيم القاعدة معلنا الحرب على أنظمة الحكم في دول المغرب العربي.
وكان أبو الليث الليبي أحد أبرز قادة القاعدة قبل مقتله مطلع فبراير/شباط 2008 خلال غارة أمريكية استهدفت مقره في باكستان، قد ظهر بدوره في تسجيل الظواهري معلناً أنه "زعيم" الجماعة الليبية، وأنه "يعلن انضمامها إلى شبكة القاعدة حتى يكون (عناصرها) جنودا مخلصين" لأسامة بن لادن.
وتقول المنظمة أن سجناء هذه الجماعة نالوا محاكمات أمام محكمة الشعب ومحكمة أمن الدولة، وتم توجيه الانتقادات لهذه المحاكمات لكونها مجحفة، بسبب عوامل بينها عدم تمثيلهم من خلال محامين.