القوات اليمنية تواصل المعارك في صعدة
صنعاء، اليمن (CNN)-- أقرت السلطات اليمنية بتحطم إحدى الطائرات القتالية أثناء مشاركتها في القتال الذي يخوضه الجيش اليمني ضد عناصر "التمرد الحوثي" بمحافظة صعدة، إلا أنها قالت إن الطائرة تحطمت لأسباب فنية، في الوقت الذي أكد فيه "المتمردون" إنهم أسقطوا الطائرة.
وقال الجيش اليمني، في بيان بثه على موقعه الإلكتروني، إن الطائرة تحطمت في حوالي الساعة 11:00 صباح الجمعة (الرابعة صباحاً بتوقيت الساحل الأمريكي الشرقي)، دون أن يتضح على الفور مصير قائد الطائرة.
وفي المقابل، نقل موقع "المنبر" التابع للحوثيين أن عناصر التنظيم قامت بإسقاط الطائرة من طراز "ميغ" صباح الجمعة، مشيراً إلى أن قائدها برتبة "ملازم طيار"، ويُدعى شمسان محمد عبده مفلح.
وقال البيان إن الطائرة أُسقطت في منطقة الشعف - مديرية ساقين- محافظة صعدة، بينما "كانت تعتدي وتقصف المواطنين في القرى والأسواق"، على حد تعبيره.
كما أبلغ الصحفي حكيم المسماري، رئيس تحرير صحيفة "يمن بوست"، شبكة CNN بأن صحيفته تلقت اتصالاً من جانب جماعة الحوثي، أكدوا فيه أنهم تمكنوا من إسقاط الطائرة اليمنية.
إلا أن مسؤولاً عسكرياً قال إن طائرة عسكرية تحطمت صباح الجمعة "أثناء انقضاضها على أحد أوكار العناصر الإرهابية التخريبية، في محور الملاحيظ، حيث اصطدمت الطائرة بأحد الجبال في المنطقة، نتيجة تعرضها لخلل فني."
وكذب المصدر، بحسب ما أوردت صحيفة "26 سبتمبر" التابعة للجيش اليمني، "ادعاءات العناصر الإرهابية حول إسقاطهم للطائرة"،وقال إن "تلك الادعاءات لا أساس لها من الصحة."
من جانب آخر، اتهمت السلطات اليمنية "الحوثيين"، الذين يقاتلون الحكومة المركزية في محافظة صعدة شمالي البلاد، باستهداف منازل السكان المحليين عبر اسطوانات الغاز التي يتم تحويلها إلى ألغام.
كما ذكر مسؤولون يمنيون أن زعيم "المتمردين"، عبدالملك الحوثي، يفر من ملاحقة الطائرات له، مشبهة ظهوره الأخير في تسجيل فيديو بخطوات مماثلة يقوم بها زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.
وقال موقع "المؤتمر نت" التابع لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن، أن قائد الحوثيين، عبدالملك الحوثي "أخذ يتنقل بين مطره ونقعه وضحيان ومناطق أخرى مجاورة، ولم يعد يستقر في مكان واحد، هرباً من ملاحقة الطيران له بعد أن كاد يلقى مصرعه قبل أيام في غارة جوية بضحيان."
وذكر الموقع أن هذه الغارة: "أدت إلى ظهوره (الحوثي) العلني عبر خطاب مفتعل لإثبات أنه ما زال حياً يرزق، وعلى غرار ما يفعله زعيما تنظيم القاعدة في أفغانستان أسامة بن لادن وأيمن الظواهري."
من جانبها، أوردت وكالة الأنباء اليمنية أن شيخ الأزهر، محمد سيد طنطاوي، "استنكر بشدة الأفعال الإجرامية والتخريبية التي تقوم بها عناصر الحوثي في صعدة.. مؤكداً أن ما تفعله من فتنة يحرمها الشرع وتتنافى مع سماحة الإسلام"، وذلك خلال لقاء جمعه مع السفير اليمني بالقاهرة.
ونقلت الوكالة عن طنطاوي دعوته عناصر الحوثي إلى "الرجوع إلى شرع الله وسنة رسوله الكريم، وإطاعة ولي الأمر، والكف عن اللجوء إلى العنف وإذكاء الفتن، تحت أي مبرر أو اختلاف في الرأي."
كما أفادت الوكالة الرسمية اليمنية أن عبدالله حسين الحوثي، شقيق عبدالملك الحوثي، ونجل زعيم أول تحرك مسلح للحوثيين، الذين ينتمون للمذهب الزيدي عام 2004، أنه "بارك انتصارات الجيش، ودعا إلى القضاء على الفتنة."
وجاء في رسالة منسوبة لعبدالله الحوثي دعوته أبناء محافظة صعدة "للوقوف إلى جانب الدولة، ومحو الزيف والباطل، وطي صفحة التمرد والفتنة والعقلية العنصرية المستبدة والراجعة للخلف، ورميها في مزبلة الماضي الكهنوتي."
وفي الرسالة، حض الحوثي الدولة اليمنية على "مواصلة الحرب حتى تنتهي هذه الفتنة وإلى الأبد"، داعياً وسائل الإعلام والدول الخارجية لـ"عدم إثارة الفتنة في اليمن."
وختم الحوثي رسالته بالقول: "أنوه بأن ما قلته سابقاً ليس تلبية لرغبة أحد غيري، وإنما هي قناعتي، ولم تمارس ضدي أي ضغوطات، فأنا أريد أن أقدم واجبي الوطني فقط."
يُشار إلى أن حسين الحوثي، والد عبدالله وعبدالملك، هو زعيم أول تحرك مسلح في صعدة عام 2004، وقد قتل بعد معارك عنيفة في جبال صعدة، وتسبب ذلك في خروج والده، بدر الدين الحوثي، لقيادة التحرك، مطلقاً شرارة مواجهات جديدة في المحافظة.
ويقود عبد الملك الحوثي، النجل الأصغر لحسين، تحرك الحوثيين حالياً، وقد كان على رأس التنظيم خلال الحروب الثلاثة الأخيرة التي خاضتها الحكومة ضده.