عباس دعا لانتخابات عامة في القدس والضفة وغزة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أصدر رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، مرسوماً الجمعة، بدعوة الفلسطينيين لإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية، أواخر يناير/ كانون الثاني القادم، في خطوة قد تزيد الخلاف بين "سلطة رام الله"، وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة.
وأفاد بيان صادر عن رئاسة السلطة الفلسطينية أن "الرئيس" عباس دعا الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، لانتخابات عامة رئاسية وتشريعية حرة ومباشرة يوم الأحد 24 يناير/ كانون الثاني 2010، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."
وكان من المفترض إجراء الانتخابات الفلسطينية في 28 يونيو/ حزيران 2010، وفق وثيقة المصالحة التي اقترحتها مصر، ووافقت عليها حركة التحرير الوطني "فتح"، التي يتزعمها عباس، فيما لم تعلن حركة حماس موقفاً نهائياً بشأنها بعد.
ولوّح عباس مراراً بالدعوة لإجراء انتخابات في يناير/ كانون الثاني المقبل، إن لم تنجح الجهود الجارية حالياً لإنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية، معتبراً أن الانقسام الحاصل في الساحة الفلسطينية حالياً "عامل من عوامل معاناة شعبنا"، مشيراً إلى أن السلطة تعمل منذ عامين لإنهائه.
وقال عباس، في تصريحات عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك، الثلاثاء، إنه "وفق النظام الأساسي، مجبرون أن نعلن مرسوماً بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية قبل 24 يناير/ كانون الثاني 2010، ولذلك سنصدر هذا المرسوم بالفعل."
وأكد عباس تأييد مصر فيما يتعلق بالانتخابات، قائلاً: "مصر قالت موقفها من موضوع الحوار، ومن أخر الحوار وأجله بشكل واضح وببيان رسمي، ولا حاجة للتعليق على ذلك بالمزيد"، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية.
وشدد "أبومازن" على أن السلطة الوطنية متمسكة بإنجاز اتفاق المصالحة، لإنهاء حالة الانقسام الراهنة، داعياً الجامعة العربية لأن "تقول كلمتها بخصوص الطرف المعطل للحوار."
ويتزامن الموعد الذي حدده عباس لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية العامة، مع نهاية ولاية المجلس التشريعي الحالي، والذي فازت حركة حماس بأغلبية مقاعده، في انتخابات يناير/ كانون الثاني 2006.
حماس ترفض دعوة عباس وتعتبرها استجابة لضغوط أمريكية
وكما كان متوقعاً، ردت حركة حماس برفض الدعوة للانتخابات، وقالت إن "أن إصدار رئيس السلطة المنتهي الولاية، محمود عباس، مرسوماً بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في 24 كانون الثاني (يناير) المقبل، يمثل تكريساً للانقسام، وضربة قاصمة لجهود المصالحة."
وقال المتحدث باسم "حماس"، سامي أبو زهري، في تصريحٍ نقله "المركز الفلسطيني للإعلام" المقرب من حماس، إن دعوة عباس جاءت "استجابة للمطالب الأمريكية بالتوقف عن أية مصالحة مع حماس، ما لم تلتزم بشروط اللجنة الرباعية"، مشيراً إلى أن توقيت هذا الإعلان مرتبط بالاتصال الذي تلقاه عباس من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد ظهر الجمعة.
وكانت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" قد استبقتا دعوة عباس بالتأكيد على تمسكهما بـ"السعي لإنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية، ورفض أية خطوات انفرادية بعيداً عن التوافق الوطني."
كما قال الدكتور أحمد بحر، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، إن أي انتخابات تعقد دون توافق وطني لن يقبلها الشعب الفلسطيني، لأنها ستعمل على تكريس الانقسام، مؤكداً ضرورة الحوار الوطني الفلسطيني البعيد عن التدخلات الأمريكية وشروط "الرباعية" المجحفة، بحسب قوله.