مصر تتهم حماس والأخيرة تتهم عباس!
القاهرة، مصر (CNN) -- اتهم مصدر مصري حركة حماس بالتسويف واختلاق الذرائع لتأجيل المصالحة الفلسطينية، وتأجيل التوقيع على الوثيقة التي أعدتها مصر، مشيراً إلى أن كل ما جاء في الوثيقة سبق الاتفاق عليه، وبالتالي لا مجال لإدخال تعديلات عليها أو مناقشتها.
وقال المصدر إن مصر فوجئت بأن حركة حماس "بدأت تسوق الذرائع، وكلها تصب في اتجاه واحد وهو التسويف والمماطلة، وعدم قدرة الحركة علي الحضور إلى القاهرة في الموعد المحدد، بدعوى موقف السلطة الفلسطينية من تأجيل تقرير غولدستون الذي أدانته حركة حماس نفسها، عقب صدوره، وفقاً لما نقلته صحيفة الأهرام المصرية عن المصدر.
وبحسب الصحيفة :"تساءل المصدر: هل من العدل أن تضحي حماس بمصالحة تاريخية من أجل تقرير تعلم نتائجه؟ صحيح أنه تقرير على درجة من الأهمية، إلا أن تأجيل المصالحة وتأجيج الساحة الفلسطينية بمناخ مفزع استنادا إلى هذا التقرير، يعني أن هناك نيات غير سليمة وتوجهات أخرى وأجندات خاصة."
وأشار المصدر إلى أن مصر طالبت فتح وحماس بالتوقيع علي وثيقة المصالحة، وإعادتها موقعة في 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وطلبت منهما عدم إدخال أي تعديلات عليها، أخذا في الاعتبار أن كل ما جاء بالوثيقة سبق الاتفاق عليه.
وأوضح أن فتح التزمت بالموعد رغم أن لديها بعض التحفظات، أما حماس فطلبت مهلة للدراسة والتشاور، ما أدى إلى مزيد من تعقيد الأوضاع، ولذلك لم تجد مصر بدا من تأجيل التوقيع.
من جانبها، اتهمت حركة حماس رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بـ"نسف جهود المصالحة."
وقالت إن عباس فجر مفاجأة من "شأنها أن تطيح بكل جهود المصالحة"؛ مشيرة إلى أنه كشف عن توافق مع القاهرة "على أن يلبِّي اتفاق "شروط الرباعية الدولية" (أي الاعتراف بالكيان الصهيوني) وما سمَّاه "دستور منظمة التحرير"، وهو ما يعني -وفق مراقبين- تفريغًا لورقة المصالحة المصرية من مضمونها"، وفقاً لما نقله المركز الفلسطيني للإعلام، الذراع الإعلامية للسلطة المقالة في غزة على الإنترنت.
وأضافت أن عباس قال إنه "أرسل جوابا إلى القاهرة على الورقة المصرية من ثلاث نقاط يتضمن موافقته على تأجيل الانتخابات 'تنازلاً من أجل مصر' على حد تعبيره، فيما رفض 'أي اتفاق يعيد علينا الحصار مرة أخرى.'"
وقالت إن عباس نعى الجهد المصري، معلنًا بشكل منفرد أنه سيعلن عن إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في (25-1-2010)، بخلاف ما تطرحه القاهرة التي لم تعلن على الأقل رسميًّا عن فشل جهودها للمصالحة، وأعلنت أنها أجَّلت موعد توقيع هذه المصالحة."