من مظاهرة غاضبة لمقتل مروة الشربيني
دريسدن، ألمانيا (CNN)-- في اليوم الثاني لمحاكمة "أليكس دبليو"، قاتل "ضحية الحجاب" المصرية مروة الشربيني، الجارية في محكمة دريسدن الألمانية، أدلت الطبيبة الشرعية وقاضي المحكمة وقت وقوع الجريمة، بشهادتهما كشاهدين، فيما وجه الادعاء العام للمهتم تهمة القتل المتعمد والشروع في القتل والتسبب في جروح خطيرة، وهي تهم قد تعني أن القاتل يواجه عقوبة السجن المؤبد، وهي أقصى عقوبة في ألمانيا.
وقدمت الطبيبة الشرعية، كريستين إيرفورت، تقريراً مفصلاً حول تشريح جثة الشربيني، لم يتحمل أقاربها سماعه، فخرجوا من القاعة بينما بقي زوجها علوي علي عكاز، الذي كان قد أصيب بجروح بليغة وهو يدافع عن نفسه وعن زوجته، كما اخترقت رصاصة رجله بطريق الخطأً من مسدس شرطي استدعي بسرعة من الخارج.
وخلال الجلسة، طالبت رئيسة المحكمة القاضية، بيرغيت فيغاند، من المتهم أن ينزع نظارته السوداء وهو ما قام به هذه المرة، بعد أن كان قد رفض ذلك في جلسة اليوم الأول.
على أن القاتل ظل واضعاً الغطاء والقلنسوة على رأسه.
ووجه الادعاء العام للقاتل تهمة القتل العمد ومحاولة القتل والتسبب في جروح خطيرة لآخرين "بدافع العنصرية والكراهية العميقة لغير الأوروبيين وخاصة المسلمين"، الأمر الذي يعاقب عليه القانون الألماني بالسجن مدى الحياة كحد أقصى علما أن القانون الألماني يحظر عقوبة الإعدام لأسباب إنسانية وأخلاقية، وفقاً لما ذكره موقع "دويتشه فيله" الإخباري الألماني.
وقالت الطبيبة الشرعية إن أليكس طعن مروة، التي كانت حاملاً في شهرها الثالث، 16 طعنة أصاب بها معظم أعضائها الداخلية بما في ذلك القلب، مشيرة إلى أنها عانت على الفور من نزيف داخلي وخارجي حاد، ما جعلها تفارق الحياة خلال دقائق معدودة.
وأضافت أن الطعنات الثلاثة في الظهر كانت قاتلة بحد ذاتها، وأن القاتل هوى بسكينه على جسدها بكل قوته بحيث انغرز نصل السكين مسافة 18 سنتيمتراً في جسدها، موضحة أن رئتيها أصيبتا، وكذلك طحالها، كما تقطَّعت بعض ضلوع صدرها أيضاً، وتابعت أن الضحية لم يكن لها أي فرصة للنجاة، ولم تتمكن حتى من الدفاع عن نفسها للحظة واحدة.
من جانبه قال رئيس محكمة الاستئناف توم ماشييفسكي، الذي ترأس الجلسة يوم الجريمة، إن "المتهم ارتكب جريمته عن سابق إصرار وتصميم"، مشيراً إلى أن القاتل هدده لأنه حاول الدفاع عن المرأة المصرية، وفقاً لدويتشه فيله.
وأضاف ماشييفسكي أنه اعتقد أن القاتل سينقض عليه ويطعنه في تلك اللحظة، مشيراً إلى أن المتهم "انقض على الأم الشابة وهي تغادر القاعة بعد الإدلاء بشهادتها بوحشية، وحدث كل شيء بسرعة خاطفة"، وشبَّه الطعنات المتتالية بالطلقات النارية السريعة.
وأكد القاضي أن المتهم لا يعاني من اضطرابات نفسية وأن حديثه خلال الجلسة "دلَّ على أنه يعي تماماً كل ما كان يُقال"، إضافة إلى تمتعه "بلغة خطابية واضحة"، وتابع أنه مقتنع بأن الرجل ارتكب جريمته "عن سابق إصرار وتصميم."