العراق: اعتقال عشرات المطلوبين في حملة أمنية بالموصل

القوات العراقية بدأت تفرض سيطرتها تدريجياً على كافة المدن

بغداد، العراق (CNN)-- أعلن الجيش العراقي السبت أنه اعتقل عشرات المطلوبين في حملة أمنية بمدينة الموصل، التي تُعد واحدة من المعاقل الأخيرة للمسلحين الموالين لتنظيم القاعدة، والجماعات المسلحة الأخرى في شمال العراق.

وبينما قال مسؤول عسكري عراقي لـCNN إن الحملة أسفرت عن اعتقال مائة من العناصر المطلوبة، ذكرت "إذاعة العراق الحر" أن القوات العراقية ألقت القبض على 140 مسلحاً، على مدار الأيام الأربعة الماضية.

وأكد المسؤول العراقي أن الحملة استهدفت العناصر الموالية لتنظيم "القاعدة في العراق"، وعناصر الجماعات المسلحة الأخرى "المتآمرة" مع التنظيم، بالإضافة إلى بعثيين سابقين، من الموالين لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

ويعتبر الجيش الأمريكي مدينة الموصل، كبرى مدن محافظة "نينوى"، والتي تبعد حوالي 370 كيلومتراً من شمال بغداد، المعقل الأخير لمسلحي تنظيم القاعدة، والذين يشنون هجمات شبه يومية على قوات الأمن العراقية.

وكانت الموصل قد شهدت حملة مماثلة في مايو/ أيار من العام الماضي، أطلقت عليها الحكومة العراقية اسم "أم الربيعين"، أسفرت عن اعتقال حوالي ألف من العناصر المسلحة، إلا أنها لم تنجح في القضاء على وجود مسلحي القاعدة بالمدينة.

جاءت هذه الحملة، التي قادتها وحدة استخباراتية من بغداد، بعد قليل من تشكيك قائد القوات الأمريكية بالعراق، الجنرال راي أوديرنو، بقدرة الولايات المتحدة على "إعلان النصر" في الحرب التي تخوضها بالعراق من عام 2003.

وحذر الجنرال الأمريكي، خلال جلسة استماع عقدها الكونغرس الأمريكي لمتابعة تطورات الوضع في العراق، من أن القدرات الأمنية العراقية الذاتية ستبقى معرضة للخطر، طالما تواصلت عمليات التدريب والتسليح لعدد من التنظيمات في إيران.

وأعرب أوديرنو عن رغبته في خفض حجم قوات بلاده بالعراق بشكل أسرع مما كان مقرراً، إن تواصل تحسّن الأوضاع الأمنية، ورأى في الانقسام العرقي بين العرب والأكراد "مصدر التهديد الأساسي" للاستقرار في العراق.

ولم يخف الجنرال الأمريكي تشاؤمه حيال قدرة واشنطن على إعلان النصر في العراق بالقول: "لست متأكداً من أن أحداً سيقدم على ذلك، والسبب الأساسي يتمثل في أننا لن نعرف هذه الحقيقة إلا بعد خمس أو عشر سنوات."

وتخطط الولايات المتحدة لسحب 4 الآف جندي من العراق بنهاية أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، في ظل التحسن الأمني الذي بدأت تشهده المحافظات العراقية تدريجياً، وتراجع الهجمات المسلحة على قوات الجيش والشرطة العراقيين.

وانخفضت الهجمات عموماً بواقع 85 في المائة خلال العامين الماضيين، من 4064 هجوم في أغسطس/ آب 2007، إلى 594 في أغسطس/ آب الفائت، كما تراجعت إلى حوالي 563 هجوماً في سبتمبر/ أيلول الماضي، وفق مصادر عسكرية.