/الشرق الأوسط
 
الخميس ، 29 تشرين الأول/أكتوبر 2009، آخر تحديث 11:00 (GMT+0400)

الأمم المتحدة تتهم أمريكا بالتلكؤ في مساعدات الصومال

واشنطن متخوفة من استخدام المساعدات في تمويل الفصائل المسلحة

واشنطن متخوفة من استخدام المساعدات في تمويل الفصائل المسلحة

غالكاسيو، الصومال (CNN)-- اتهم مسؤول بارز في الأمم المتحدة الولايات المتحدة بتأخير تقديم ملايين الدولارات في سياق معونات إنسانية عاجلة وضرورية للصومال بذريعة مخاوف من استيلاء "حركة الشباب" المسلحة على تلك المساعدات.

وقالت الإدارة الأمريكية، إن التحديات القائمة والمتمثلة في وقوع تلك المساعدات بأيدي الحركة المتشددة، بعد منع وصولها إلى المتأثرين في أنحاء البلاد، قيد الدراسة.

وتضاربت تصريحات مسؤولين أمريكيين بشأن المساعدات الإنسانية للصومال، ففيما قال أحدهم إنها مازالت تتدفق على الدولة الأفريقية، والتي تشهد حرباً أهلية دموية منذ 1991، قال آخر، إن بعض مناطق الصومال قد تحرم من تلك المساعدات جراء الحركة المتشددة الساعية لإسقاط الحكومة ويعتقد بارتباطها بتنظيم القاعدة.

وقال كيكي غيبو، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم التحدة في الصومال، إن إدارة واشنطن تعكف على تقييم الموقف وإذا ما كانت مساعدتها تساهم في تمويل "الشباب."

واتهم تقرير للأمم المتحدة، صدر في سبتمبر/أيلول الفائت، واشنطن بالتباطؤ في اتخاذ قرار بشأن تمويل عمليات الإغاثة مما ينعكس على عمل عدد من الوكالات الإنسانية وبرامجها.

وتقدر الأمم المتحدة أن 60 في المائة من الصوماليين، من أولئك الذين هم في أمس الحاجة للمساعدات العاجلة، يقيمون في مناطق تخضع لسيطرة "الشباب."

ورفض الناطق باسم "برنامج الغذاء العالمي" بيتر سميردون، التعقيب على الجدل القائم إزاء التلكؤ في التمويل الأمريكي، واكتفى بتأكيد تحقيقات قائمة بشأن مخاوف من دعم تلك المساعدات الإنسانية لحركة الشباب.

وحذرت الأمم المتحدة من إمكانية نفاد امدادات الغذاء عن ملايين الصوماليين خلال الأسابيع القليلة المقبلة، علماً أن الحكومة الأمريكية تعد من أكبر الدول المانحة للمساعدات الغذائية.

وعلى صعيد متصل، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن المدنيين الصوماليين يتحملون عبء القتال الدائر في البلاد، مشيرة إلى مقتل 145 شخصا وجرح 285 آخرين بسبب الاشتباكات هذا الشهر.

وكانت جماعة الشباب الإسلامي قد قالت الخميس أنها استولت على مدينة "كيسمايو" من حليفها السابق "حزب الإسلام"، وبحسب مصادر طبية فإن نحو 12 شخصا قتلوا وأصيب 50 آخرون خلال المواجهات.

وأدى القتال الدائر بين القوات الحكومية وحركتي حزب الإسلام والشباب منذ أيار/مايو الماضي إلى تشريد نحو 160 ألف شخص.

وأفادت المفوضية أن معدلات النزوح قد انخفضت خلال الشهرين الماضيين مقارنة بمايو/أيار ويونيو/ حزيران إلا أنها ما زالت عالية حيث تشرد 17 ألف شخص الشهر الماضي فقط.

وقال المتحدث باسم المفوضية، أندريه ماهسيتش، "نحن قلقون للغاية بسبب الوضع الإنساني المتردي لمئات الآلاف من المدنيين الذين تشردوا بسبب استمرار القتال ".

advertisement

وأضاف أنه إذا تصاعد القتال بين حركة الشباب وحزب الإسلام تخشى المفوضية من أن يتأثر أكثر من نصف مليون من المشردين في ممر أفغويي ويضطرون للنزوح مجددا، وفق الموقع الإلكتروني للمنظمة الأممية.

وأشار ماهسيتش إلى أن انعدام الأمن في منطقة أفغويي يعيق من وصول المساعدات الإنسانية للمشردين، إلا أن الوضع قد يتدهور ويصبح أكثر صعوبة أمام المنظمات الصومالية والدولية لتقديم المساعدة للمحتاجين.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.