عناصر أمن تقود عبدالولي إلى المحاكمة
مدريد، أسبانيا(CNN)-- اختطف قراصنة صوماليون الثلاثاء ناقلة مواد كيماوية على متنها طاقم كوري شمالي، وفقاً لما ذكرته القوات البحرية الأوروبية.
وفقاُ لبيان صادر عن القوة البحرية الأوروبية في الصومال، فقد تعرضت الناقلة "أم في تيريزا الثامنة"، والمملوكة لجزر العذراء، والتي تعمل من سنغافورة، للاختطاف الاثنين أثناء إبحارها في المحيط الهندي.
وكشف البيان أن 28 بحاراً كورياً شمالياً كانوا على متن الناقلة عند اختطافها، وأنها كانت متجهة نحو ممباسا في كينيا، غير أن الخاطفين غيروا وجهتها شمالاً، وتحديداً إلى الشواطئ الصومالية، على بعد نحو 288 كيلومتراً شمال غربي جزر سيشل.
وكان شهر أكتوبر/تشرين الأول قد شهد تزايداً في عمليات القرصنة في المحيط الهندي.
محاكمة قرصانين من مجموعة تختطف إحدى سفنها
من جهة أخرى، وجه القضاء الأسباني تهماً رسمية إلى اثنين من قراصنة الصومال، شملت 36 دعوى اختطاف وسلب مسلح على خلفية ضلوعهما، مع آخرين، باختطاف مركب صيد أسباني على متنه 36 شخصاً، وذلك رغم قلق ذوي البحارة الذين ما يزالون في قبضة القراصنة.
وطلب القضاء الاثنين عرض المتهمين مجدداً أمام المحكمة الثلاثاء، رافضاً طلبات مالك المركب وعائلات المختطفين لإعادة القرصانين إلى الصومال، وفقاً لطلب القراصنة الذين كانوا قد نقلوا رغبتهم إلى وسائل إعلامية أسبانية.
وتعود تفاصيل القضية إلى أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عندما قام القراصنة باختطاف مركب الصيد "ألاكرانا" قبالة سواحل الصومال، وعلى متنه 20 بحاراً أسبانيا، و16 من جنسيات آسيوية وأفريقية.
وقامت قوة مسلحة أسبانية بمراقبة المركب، وتمكنت من توقيف اثنين من القراصنة بعد مغادرتهم له، ونقلتهم إلى مدريد، حيث طالب الإدعاء العام الأسباني بتوجيه التهم إليها على وجه السرعة وعرضها أمام القضاء لحسم مصيرهما.
وفي حال إدانتهما بالتهم الموجهة إليهما، فمن المتوقع أن يواجه كل من المتهمين، عبدالله عبدالولي، ورجاجيسي حسن عاجي، حكماً بالسجن لمدة 200 سنة.
وذكر ناطق رسمي أسباني أن مدريد مصرة على معاقبة القرصانين بأحكام مشددة، باعتبار أن الإدعاء لم يوجه إليهما تهمة الانتماء إلى "عصابة أجنبية تمارس الإجرام المنظم،" وهي جريمة كانت ستتيح ترحيلهما إلى بلدهما الأصلي، وفق القانون الأسباني.
ويعتقد أنها المرة الأولى التي يمثل فيها قراصنة من الصومال أمام محاكم أسبانية، حيث سبق لعدة دول أوروبية أن قبضت على قراصنة، ولكنها عادت وسلمتهم إلى السلطات الكينية لمحاكمتهم، دون أن تنقلهم إلى أوروبا.
يشار إلى أن السلطات الأسبانية تعتقد بأن طاقم "ألاكرانا"، الذي ما يزال في قبضة القراصنة "بصحة جيدة،" وذلك رغم القلق الذي ساد عائلاتهم بعد نقل ثلاثة منهم إلى البر الصومالي، قبل إعادتهم إلى السفينة مجدداً.
وكانت هجمات القراصنة في المياه المقابلة لسواحل أفريقيا الشرقية تزايدت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، غير أن نسبة نجاحها تراجعت بشكل واضح، بسبب الدور العسكري الذي تقوم به قوات دولية تنتشر في الممرات البحرية التجارية.
وذكر مكتب الملاحة الدولية الذي يراقب نشاط القراصنة أن الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي شهدت هجمات تفوق إجمالي ما سجله العام 2008 ككل، وذلك بواقع 306 هجمات حتى نهاية سبتمبر/ أيلول 2009، مقابل 293 هجوماً حتى نهاية 2008.
ويعتقد أن نصف هذه الهجمات على الأقل هو من تنفيذ قراصنة الصومال الذين اختطفوا خلال الفترة الماضية 32 سفينة على متنها 533 بحاراً من جنسيات مختلفة.