السعودية تؤكد عزمها ضرب ''المعتدين على أراضيها''
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اتهم مسلحون حوثيون في شمالي اليمن سلاح الجو السعودي بتنفيذ غارات في عمق الأراضي اليمنية، وصولاً إلى ضواحي مدينة صعدة، في حين أعلنت جهات إيرانية أنها ستنفذ مظاهرات طلابية واسعة أمام السفارتين السعودية واليمنية في طهران الثلاثاء، احتجاجاً على ما وصفته بأنه "مجازر" يتعرض لها شيعة اليمن.
بالمقابل، أكدت السعودية أن الإجراءات الأمنية المطبقة في الحج لن تؤثر على توافر قوات مستعدة لمواجهة الطوارئ عند الحدود، كما لم تستبعد وجود علاقة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة، متعهدة بـ"تأديب" كل من يقوم بالاعتداء على أراضيها.
وأورد المكتب الإعلامي لزعيم المتمردين في صعدة، عبدالملك الحوثي، أن الطيران السعودي "عاود شن غاراته الجوية، وكذلك القصف الصاروخي على مختلف القرى والمناطق في مديريات الملاحيظ وشدا وحيدان ورازح بأكثر من 35 غارة جوية، وامتد القصف إلى مدينة ساقين، والتي لا تبعد عن مدينة صعدة سوى 25 كيلومتر."
وأضاف مكتب الحوثي أن الطيران السعودي: "قصف ضواحي مدينة صعدة ومبنى الأمن المركزي بالمدينة."
وفي إيران، قالت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية، إنه من المقرر أن ينفذ طلاب الجامعات في طهران الثلاثاء تجمعا أمام السفارتين السعودية واليمنية "احتجاجا على المجازر التي يتعرض لها أتباع أهل بيت رسول الله في اليمن،" في إشارة إلى أتباع المذهب الشيعي.
ونقلت الوكالة أن مسؤول التعبئة الطلابية في جامعة العلامة الطباطبائي، حسين إسماعيلي، أكد عزم الطلاب تنفيذ التجمع الذي سيبدأ أمام السفارة اليمنية ثم ينتقل إلى السفارة السعودية.
وكان الأمير نايف بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي ووزير الداخلية قد عقد مؤتمراً صحفياً في معسكر قوات الطوارئ الخاص بعرفة في مكة ليل الأحد، مستبقاً بدء موسم الحج، فتحدث عن احتمال وجود "تنسيق أو اتصالات" بين الحوثيين وتنظيم القاعدة.
ولدى سؤاله عن إجراء الرياض اتصالات مع الجهات التي يعتقد أن للمتسللين علاقات معها قال الأمير نايف: "المملكة لم تجر أي اتصالات مع أي جهة، فاتصالاتنا مع الحكومة اليمنية فقط."
وتابع الأمير نايف بالحديث عن الحوثيين قائلاً: "أما عندما يتعدون حدود المملكة ويعتدون على أراضيها فهناك من سيؤدبهم ويدافع عن أرض المملكة، ولو كان مترا واحدا، وقواتنا المسلحة والحمد لله قادرة على ذلك وعلى أهبه الاستعداد لمن يحاول أن يعبث بأمن حدودنا أو يمس قطعة من أراضينا."
وأكد الأمير السعودي أن الرياض "ترفض وتستنكر العبث بأمن اليمن" لكنها ترى بأن هذه المسألة "شأن متروك للسلطات اليمنية فقط وعلى الآخرين ان يحترموا عدم التدخل في شؤون اليمن،" وفقاً لوكالة الأنباء السعودية.
ولدى سؤاله عن وجود ضمانات إيرانية بعدم القيام بأي عمل يخل بأمن حج هذا العام، قال الأمير نايف: "نحن لا نطلب تعهدات من أحد، والكل يعلم أننا نرفض أي أمر مخالف لقدسية هذه المناسبة وهذا المكان، ويعرف الجميع أننا سنواجه أي عبث بأمن الحج بكل قوة وحزم، ولكننا نرجو أن لا يحدث شيء من ذلك، ونؤكد أننا لن نتهاون بأمن الحج مع أي جهة كانت."
وتعليقا على سؤال عن التصريحات الإيرانية بخصوص الحج، وتلويح إيران بإمكانية أن تقوم بتحركات على صلة بشعيرة خاصة بها تحت عنوان "البراءة من المشركين"، قال الأمير نايف: "لقد سمعنا من الأشقاء في إيران أشياء متناقضة، ولكن الأخيرة طيبة، والمسؤولون الإيرانيون وصلوا إلى هنا في المملكة، ونحن نأمل أن ينصرفوا إلى أداء هذا النسك كما أمرهم الله به."
وقلل وزير الداخلية السعودية من تأثير الإجراءات الأمنية المكثفة للسعودية في موسم الحج على العمليات الدائرة عند الحدود مع اليمن، فقال إن هناك جهات قادرة على مواجهة التطورات عند الحدود أو في أي مكان آخر بالمملكة بمعزل عن أمور الحج.