عباس يؤكد أن القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية ستكون عاصمة الفلسطينيين الأبدية
بيت لحم، الضفة الغربية (CNN) -- أكد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الأحد أن القدس، بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، ستكون عاصمة الشعب الفلسطيني الأبدية، أنه لن يسمح بتقسيم الحرم الإبراهيمي في الخليل، وفي الوقت نفسه، طرح عضو الكنيست الإسرائيلي، شاؤول موفاز، خطة تقضي بإقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، وهي الخطة التي رفضتها السلطة واعتبرتها حركة حماس محاولة للعب على التناقضات الفلسطينية.
عباس: القدس عاصمة الفلسطينيين الأبدية
ففي بيت لحم، أعلن محمود عباس أن القدس ستبقى العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني، وقال "إنه مهما حاول الإسرائيليون أن يعتدوا على مقدساتنا وعلى أرضنا لن نسمح لهم بذلك، وستبقى القدس بمسجدها وكنيستها لنا، وستكون عاصمة أبدية للشعب الفلسطيني."
وأضاف عباس، الذي يقوم بجولة في مدن الضفة الغربية، وبعيد وصوله إلى مدينة بيت لحم، ولقائه مع الفعاليات الشعبية وجماهير المحافظة الأحد "ستبقى الخليل فلسطينية موحدة، وسيبقى الحرم الإبراهيمي لنا ولن نسمح باقتسامه."
وتابع قائلاً: "إننا قبلنا بالشرعية الدولية وخطة خارطة الطريق، وحققنا الشيء الكبير من الأمن والأمان والاستقرار الاقتصادي، ولكن الطرف الآخر لم يفعل شيئا، ولم يوقفوا الاستيطان، ولم يعترفوا بالدولتين" وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."
وأوضح عباس أن ما مطالب الفلسطينيين هي الشرعية الدولية، مضيفاً: "لكن يبدو أنهم لا يريدون السلام، ولا يريدون وقف الاستيطان، ولا يريدون رؤية حل الدولتين."
وتابع قائلاً: " "إن وحدة الوطن ووحدة الشعب أجل وأعظم من كل المكاسب الحزبية، وأن حركة حماس تستمر برفض المصالحة، وتريد أن تتمسك بالإمارة الظلامية التي تعتقد أنها ستعيش فيها إلى الأبد، ومع ذلك يقولون نحن الذين نرفض الوحدة الوطنية."
دولة فلسطينية في حدود مؤقتة
من جهة ثانية، عقد عضو الكنيست شؤول موفاز من كتلة كاديما مؤتمراً صحفيا الأحد عرض فيه الخطة السياسية التي قام ببلورتها مؤخراً.
وتقضي هذه الخطة بإقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة تشمل ما بين 50 - 60 في المائة من أراضي الضفة الغربية وخاصة المناطق المصنفة "أ" و"ب" والتي تخضع حالياً لسيطرة فلسطينية، وفقاً لما نقلته الإذاعة الإسرائيلية.
كذلك دعا موفاز، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ووزير الجيش الأسبق، إلى الاستعداد لإخلاء مستوطنات في الضفة الغربية.
وقال موفاز إن تنفيذ هذه الخطة ضروري لان حالة الهدوء النسبي الراهنة خطرة كونها ستؤدي في نهاية المطاف إلى مواجهة عنيفة ودامية بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.
وهاجم والرجل الثاني في كاديما'، في مؤتمر صحفي، رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبراً أن حكومته التي قامت قبل ستة شهور لم تطرح بعد أية مبادرة سياسية إسرائيلية.
وبحسب خطة موفاز، التي سبق أن طرحها ساسة إسرائيليون كان أبرزهم أرييل شارون، فستقام "الدولة المؤقتة" على نصف مساحة الضفة الغربية، ثم تبدأ مفاوضات على قضايا الحل النهائي: الحدود واللاجئين والقدس.
وقال موفاز إنه يرفض "تقسيم القدس"، وإن "الدولة الفلسطينية النهائية ستقام على مساحة 92 في المائة على الأقل"، وإنه "لن يكون هناك مفر من إخلاء مستوطنات نائية، وفقاً لما نقلته "وفا."
أبو ردينة: خطة موفاز لن ترى النور
من جانبه، شدد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الأحد على أن خطة شاؤول موفاز لإقامة دولة فلسطينية مؤقتة في جزء من الضفة الغربية، أن هذه الخطة لن ترى النور.
وقال أبو ردينة: "إن خطة موفاز مرفوضة وغير مقبولة على الإطلاق وأي حلول جزئية تستثني القدس لن ترى النور لأن القدس خط أحمر."
وأضاف في رده على تصريح موفاز الذي دعا فيه للتفاوض مع حركة حماس، "إن أي جهة تدخل مفاوضات مع إسرائيل بناء على هذه الخطة تتحمل مسؤولية التفريط بالقدس ومقدساتها، وأن أي قبول لأي عرض إسرائيلي من هذا القبيل هو خيانة عظمى للشعب الفلسطيني."
وحماس ترفض التفاوض مع إسرائيل
من جهتها، رفضت حماس التفاوض مع إسرائيل واعتبرت تصريحات موفاز محاولة للعب على التناقضات الفلسطينية الداخلية.
فقد أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رفض إجراء أي مفاوضات مع إسرائيل، مشددة على أن تصريحات موفاز بهذا الصدد، محاولة للعب على التناقضات الفلسطينية الداخلية.
وقال المتحدث باسم حماس، سامي أبو زهري، في تصريحٍ خاص للمركز الفلسطيني للإعلام: "تصريحات موفاز ليس فيها أي جديد، وهي محاولة مكشوفة للعب على التناقضات الفلسطينية الداخلية."
وأضاف: "نحن نرفض التفاوض مع الاحتلال في ظل التجربة الكارثية للمفاوضات مع حركة فتح ومنظمة التحرير طوال السنوات الماضية."