عاكف دافع عن الانتخابات وما رافقها
القاهرة، مصر (CNN) -- دخل النزاع في أروقة تنظيم "الإخوان المسلمين" المصري مرحلة جديدة الاثنين، مع إعلان مكتب إرشاد جديد، شكّل خروج قيادات بارزة وعدد من أركان ما يعرف بالتيار "الإصلاحي" في التنظيم، وعلى رأسهم محمد حبيب، وعبد المنعم أبو الفتوح، أبرز معالمه، مقابل دخول عصام العريان، المقرب من القيادة.
وأعلن المرشد العام للإخوان، محمد مهدي عاكف الاثنين، تشكيل مكتب الإرشاد الجديد، وذلك في بيان نشر على الموقع الرسمي للتنظيم، قال فيه، إن الانتخابات - التي جرت في أجواء من السرية خلال الفترة الماضية - تمت طبقًا لقرار من مجلس الشورى العام للجماعة.
وقال عاكف، متوجهاً إلى أعضاء التنظيم، المحظور رسمياً في مصر رغم امتلاكه لعشرات النواب في البرلمان: "تعلمون جميعًا أننا أجرينا انتخابات تشكيل مكتب إرشاد جديد لجماعة الإخوان المسلمين في الأيام القليلة الماضية، وكان رأي أغلبية مجلس الشورى أن يجري انتخابا كاملاً لمكتب الإرشاد، وقد قمت شخصيًّا بتشكيل لجنة لإجراء هذه الانتخابات من أعضاء مجلس الشورى تحت إشرافي، وتمت بحمد الله هذه الانتخابات بالطريقة المناسبة."
ويضم المكتب الجديد كل من أسامة نصر الدين، وجمعة أمين عبد العزيز، ورشاد البيومي، وسعد عصمت الحسيني، وعبد الرحمن البر، وعصام العريان، ومحمد بديع، ومحمد سعد الكتاتني، ومحمد عبد الرحمن المرسي، ومحمد مرسي، ومحمود أبو زيد، ومحمود حسين، ومحمود عزت، ومحمود غزلان، ومحيي حامد، ومصطفى الغنيمي.
وسعى عاطف لتوضيح ما أُحيط بانتخابات مكتب الإرشاد الجديد، قائلاً إن الجماعة "مستمرة في طريقها الذي اختارته، رغم الصعاب والمشاق التي تحيط بها، كما أنها تمضي للمستقبل بغير تهور، ولا تراجع عن الوسطية والاعتدال."
وأضاف عاكف، أنه "مرت على الجماعة في الأسابيع القليلة الماضية ملابسات وأحداث كثيرة، صبرنا عليها، وعانيتم أيها الإخوان منها ومن تضارب التصريحات فيها، ومن المناخ العام الذي أوجدته، ولكنكم - وبفضل الله- صبرتم عليها، وأعانكم على هذا الصبر التزامكم بأصول وأعراف الجماعة، وبأركان بيعتها."
وذّكر عاكف بأن الجماعة "تحرص دائما على الشورى في كل أعمالها وفي إدارة شؤونها."
كما سعى عاكف إلى معالجة وضع خيرت الشاطر، النائب الثاني للمرشد العام، ومحمد علي بشر، عضو مكتب الإرشاد، بسبب وجودهما في السجن، قائلاً إن ما أُعلن هو نتيجة الانتخابات التي تمَّت مؤخرًا "أما وضع الأخوين الكريمين فإنهما ما زالا يحتفظان بموقعيهما في مكتب الإرشاد،" حتى ولو أدَّى ذلك لزيادة عدد أعضاء المكتب عما ورد في النظام الداخلي.
وتأتي هذه التطورات لترسم فصلاً جديداً من فصول الأزمة التي تناقلت التقارير أن تنظيم "الإخوان" عانى منها مؤخرا، خاصة الصراع بين تيار "محافظ،" يعتبر محمود عزت أبرز رموزه، وشخصيات إصلاحية وأخرى مؤثرة، على رأسها النائب الأول محمد حبيب، الذي كان المرشح الأبرز لخلافة عاكف.
وكان المرشد العام قد نفى أن يكون قد قدم استقالته نتيجة "خلاف" مع عدد من أعضاء مكتب الإرشاد، واتهم "الأمن والنظام" بمحاولة تشويه صورة الجماعة، من خلال افتعال الأزمة التي تعيشها الجماعة، التي تُعد كبرى جماعات المعارضة.
وقال عاكف، إن "ديكتاتورية النظام، ورغبته في الانفراد بالحكم من دون منازع، جعلته يمارس حملته الشعواء ضد الإخوان المسلمين، بعدما كشفوا الفساد المتفشي في البلاد، خاصة أنه استشعر خطورة مصداقية خطابهم وبرامجهم على خططه لتزوير إرادة الناخبين في الانتخابات التشريعية القادمة."
وألقى عاكف على الأجهزة الأمنية مسؤولية الأزمة التي تعيشها جماعته، قائلاً: "الأمن يحاول أن يوظف بعض كلام الإخوان لصالحه، ويسلط الضوء على الجماعة لمحاربتها سياسيا"، إلا أنه شدد على قوله إن "هذا لن يثنينا عن مسيرتنا الإصلاحية، أو الدعوة إلى النهوض بهذا البلد."
وحول ما أُثير بشأن تصعيد العريان لمكتب الإرشاد، قال: "هذا شيء طبيعي، فأخ كريم كالدكتور عصام العريان، جاء دوره في أن يصعد لمكتب الإرشاد في انتخابات حصل فيها على 40 في المائة، وهذا كان رأيي، ولكن بعض الإخوان قالوا إن هذا يخالف اللائحة."