مبارك ونتنياهو
القاهرة، مصر (CNN) -- قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال زيارته لمصر الثلاثاء، عناصر جديدة للتعامل مع عملية السلام، غير أن هذه العناصر ظلت في طي الكتمان بطلب من نتنياهو، وفقاً لما ذكره وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط في أعقاب المباحثات بين الجانبين المصري والإسرائيلي والتي استغرقت ساعتين ونصف، عاد نتنياهو بعدها إلى إسرائيل.
وقال أبو الغيط، في مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية المصرية، إن المباحثات مع نتنياهو كانت إيجابية عن ذي قبل، ونسب إلى نتنياهو أنه قدم عناصر جديدة للتعامل مع الوضع الراهن طلب من مصر عدم التحدث بها، مكتفياً بالقول: "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي تحدث عن مواقف تتجاوز في تقدير مصر ما سمعناه منذ فترة طويلة."
وتركزت المباحثات بين الرئيس حسني مبارك ونتنياهو حول جهود إحياء عملية السلام علي المسار الفلسطيني، ورفع الحصار عن الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية والتوصل إلي حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، بحسب ما نقلت صحيفة الأهرام المصرية في عددها الصادر الأربعاء.
كما عبر الرئيس المصري عن رفضه لما أعلنته إسرائيل أمس الأول عن بناء ما يقرب من639 وحدة سكنية في القدس الشرقية، مشدداً على ضرورة وقف الأعمال، التي تقوم بها إسرائيل في المسجد الأقصى لأنها تؤدي إلى زيادة التوتر وتتسبب في فقدان الثقة.
وكشف أبو الغيط أنه سيتوجه إلى واشنطن برفقة وزير الاستخبارات المصري، عمر سليمان، في الثامن من يناير/كانون الثاني المقبل، للاستماع إلى وجهات نظر الجانب الأمريكي ونقل رؤية مصر ومبارك لكيفية تحريك جهود السلام، والأسس التي يجب أن يقوم عليها هذا الجهد والأهداف النهائية له.
وبالنسبة لصفقة مبادلة الأسرى الفلسطينيين بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، أشار وزير الخارجية المصري إلى أن مبارك ركز على ضرورة أن يفرج الجانب الإسرائيلي عن المسجونين الفلسطينيين حتى يتم إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي.
وأشار إلى أن مصر تتفهم حاجة الجانب الفلسطيني للإفراج عن أسماء معينة، وأنها لا ترضى بالموقف الإسرائيلي الذي يصر على إبعاد بعض هؤلاء المسجونين، مؤكداً رفض مصر للرؤية الإسرائيلية في هذا الشأن، بحسب الأهرام.
وسخر أبو الغيط من حديث أحد قيادات حماس حول مطالبته مصر التخلي عن الملف الفلسطيني لجهة أخرى طالما لا تستطيع أن تنهض به، بقوله: "هذا تصريح يثير الضحك"، وتساءل: "من الذي في المنطقة يملك عناصر الحركة مع كل الأطراف سوى مصر؟"
وردا على سؤال حول إن كانت مصر قد حصلت على ضمانات إسرائيلية بعدم التعرض لقافلة شريان الحياة 3، أجاب أبو الغيط بأن هذه ليست مسؤولية مصر، لافتاً إلى أن القافلة تمر عبر مياه دولية، وأن الذين يقومون على أمرها كان عليهم أو علي دولهم أن يسعوا إلى هذه الضمانات، كما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."
وجدد أبو الغيط التأكيد على أن غزة أرض محتله تقع المسؤولية الكاملة عنها على عاتق إسرائيل باعتبارها سلطة احتلال، ودلل على أنها أرض محتلة بالإشارة إلى أن طائرة لا يمكن أن تهبط في مطارها، ولا سفينة يمكن أن ترسو بمينائها من خلف ظهر إسرائيل.
وكشف عن أن مصر ستمنح بعض النشطاء الدوليين تصريحات بالعبور إلى منطقة رفح وغزة للتعبير عن موقفهم، خاصة أولئك الذين ثبتت جديتهم، مشددا على أن القافلة لن تعبر من خلال "لي ذراع مصر أو بأي ضغوط عبر الفضائيات"، مضيفاً "فلتعبر من خلال المنفذ المحدد لها وإلا فلا."
يذكر أنه بعيد وصول نتنياهو إلى القاهرة الثلاثاء تقدمت مجموعة من أحزاب المعارضة المصرية بطلب إلى النائب المصري العام بإصدار مذكرة توقيف بحقه، ومن بينها حركة كفاية وجماعة الأخوان المسلمين، وفقاً للإذاعة الإسرائيلية.