الرياض: العوفي اتصل بالسفارة السعودية بصنعاء لتسليم نفسه

الأمن السعودي تسلّم العوفي

واشنطن، الولايات المتحدة (CNN)-- قالت السلطات اليمنية إنها اعتقلت القيادي في "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، محمد العوفي، الشهير باسم "أبوحارث"، الذي قالت إنه تسلل إلى اليمن عبر الحدود السعودية مؤخراً، في محاولة لإعادة إحياء التنظيم في الجزيرة العربية واليمن.

وذكرت مصادر سعودية الأربعاء أن العوفي، الذي أُطلق سراحه مؤخراً من السجن العسكري الأمريكي "غوانتانامو"، اتصل بالسفارة السعودية في صنعاء، ثم وافق على الاستسلام للسلطات اليمنية، التي قامت على الفور بوضعه على متن طائرة سعودية وإعادته إلى بلاده.

وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي التابع للسفارة اليمنية بواشنطن، أن الأجهزة المختصة قامت بتسليم العوفي إلى الرياض قبل ساعات.

في المقابل، صرح مسؤول بوزارة الداخلية السعودية، بأن "الجهود المشتركة للجهات الأمنية" بالسعودية واليمن، أسفرت عن استعادة العوفي "الذي سبق له أن ظهر في تسجيل على شبكة الإنترنت بوصفه القائد الميداني للتنظيم الضال، حيث أبدى رغبته في تسليم نفسه."

وكانت الرياض قد أفرجت عن العوفي في أعقاب خضوعه لتأهيل إثر إطلاق سراحه من معتقل غوانتانامو.

وقالت السفارة في بيانها إن الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، كان قد زار محافظة "مأرب" مؤخراً، حيث اجتمع إلى قادة القبائل فيها وحذرهم من أن الحكومة ستُنزل بحق الذين يقومون بالتستر على مطلوبين فارين أقصى العقوبات.

كما أشارت إلى أن قوات الأمن اليمنية نفذت خلال الفترة الماضية الكثير من حملات التفتيش في الجبال المحاذية للحدود مع السعودية، أسفرت عن اعتقال الكثير من المطلوبين، بينهم أجانب.

ولفت بيان السفارة إلى أن الجهود المشتركة للقوى الأمنية السعودية واليمنية تزايدت في الفترة الأخيرة لمنع تحرك العناصر المطلوبة في المناطق الحدودية، مضيفاً أن تنظيم القاعدة سبق له التسبب بقتل مدنيين في اليمن،كما استهدف مصالح اقتصادية وغربية، وهو يعتبر خطراً مباشراً على أمن اليمن.

يذكر أن السعودية كانت قد أعلنت مؤخراً عن تسلل العوفي ومجموعة من المطلوبين المشتبهين بالانتماء إلى تنظيم القاعدة عبر الحدود إلى اليمن.

ويأتي الإعلان عن القبض على العوفي بعد يوم على كشف صنعاء أنها تحقق مع خلية إرهابية مكونة من سبعة  أشخاص، ضمن 30 فرداً "كان أُلقى القبض عليهم أثناء عملية دهم نوعية شنتها الشرطة في عدد من المناطق الواقعة على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية الأسبوع الماضي."

وابلغ مصدر امني موقع المؤتمر نت التابع لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم باليمن، أن التحقيقات الأولية كشفت عن تلقي أفراد تلك الخلية لأوامر من قيادة تنظيم القاعدة بالتسلل إلى الأراضي اليمنية والإعداد للقيام بسلسلة من الهجمات الإرهابية التي تستهدف المصالح الأجنبية والمرافق السياحية.

وبحسب المصدر فإن أفراد الخلية يحملون الجنسية السعودية، وكانوا خضعوا لتدريبات قتالية وهجومية مكثفة داخل السعودية تنوعت بين استخدام مختلف الأسلحة الرشاشة وزرع القنابل وتفجيرها عن بعد والاشتباك مع رجال الأمن وشن الهجوم المباشر.

يشار إلى أن مصادر أمنية تحدثت إلى CNN قبل أيام، أشارت إلى أن أعداداً متزايدة من ناشطي تنظيم القاعدة، الذي يقوده أسامة بن لادن، دخلت اليمن قادمة من المملكة العربية السعودية، حيث أعادت تشكيل شبكاتها في البلاد، وهي تشكل تهديداً كبيراً لأهداف أمريكية وسعودية بالمنطقة.

وقال المسؤولون الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم، إن أجهزة الأمن اليمنية في حالة تأهب قصوى لمواجهة هذه الشبكات، مشددين على أن الأمر يتجاوز القلق المعتاد من النشاطات المتطرفة التي تكررت عدة مرات في اليمن خلال السنوات الماضية.