الجندي شاليط أصبح يتصدر أولويات الحكومة الإسرائيلية بعد عامين ونصف من اختطافه
القدس (CNN)-- أعلنت الحكومة الإسرائيلية الأربعاء أن المبادرة المصرية للتهدئة وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، "غير واردة" دون إفراج حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي تحتجزه الحركة الفلسطينية منذ أكثر من عامين.
وأكدت الحكومة الإسرائيلية، في ختام اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغر، أنها سوف تستجيب بشكل كامل لما تتضمنه المبادرة المصرية، وستعمل على فتح جميع المعابر مع قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة حماس، بعد إطلاق سراح جلعاد شاليط.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، مارك ريغيف لـCNN: "إطلاق سراح جلعاد شاليط على رأس أولوياتنا."
وأضاف قائلاً: "سكان قطاع غزة ليسوا أعداء لنا، ولكن فتح المعابر بشكل أوسع (بحسب ما تقترحه مصر في مبادرة التهدئة) يرتبط بإطلاق جلعاد شاليط أولاً."
كما نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن وزير الداخلية الإسرائيلي، مائير شتريت، قوله إن المجلس الوزاري قرر أن قبول وقف إطلاق النار الذي تقترحه مصر، ويدعو لإعادة فتح المعابر لما هو أكثر من المساعدات الإنسانية المحدودة، "غير وارد" دون الإفراج عن شاليط.
إلا أن متحدثاً باسم حركة حماس رد على القرار الإسرائيلي بالتأكيد على أن إطلاق سراح شاليط، ووقف إطلاق النار، قضيتان مختلفتان.
فالحركة تعتبر أن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي يرتبط بالإفراج عن "أسرى" فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي "المستقيل"، إيهود أولمرت، قد استبق الاجتماع، الذي كان الهدف منه مناقشة عدد وأسماء "الأسرى" الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم، بالتأكيد على عدم حدوث تغيير في موقف حكومته الرافض للحديث عن فتح المعابر وإعادة إعمار قطاع غزة، قبل الإفراج عن شاليط.
وأثار ملف الجندي الإسرائيلي جدلاً بين كل من القاهرة وتل أبيب، حيث بعث أولمرت برسالة إلى الرئيس المصري حسني مبارك الاثنين، قال فيها إن الإفراج عن شاليط بات يتصدر كافة الأولويات، مؤكدا أن الرابط بين القضيتين "لا يعد تشدداً."
في الغضون، رد الرئيس المصري برفضه الربط بين التهدئة والإفراج عن شاليط، قائلاً إنه موضوع منفصل ولا يمكن ربطه بأي وجه بمفاوضات التوصل للتهدئة، وفق ما نقلت صحيفة "الأهرام" القاهرية.
وقال مبارك إن مصر بذلت جهداً كبيراً مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للتوصل إلى تهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيراً إلى أن هذه الجهود حققت نجاحاً طيباً، إلا أنه تابع قائلاً: "الإسرائيليين يغيرون كلامهم دائماً."
وكان الجندي الإسرائيلي، 19 عاماً، قد أختطف من قبل عناصر من حماس وفصائل فلسطينية أخرى، في عملية "نوعية" قرب الحدود مع مصر، في 25 يونيو/ حزيران 2006، أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين آخرين.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعرب خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" عن رفضه التهدئة مع إسرائيل إلا مقابل رفع الحصار وفتح جميع المعابر، معتبراً أنه "لا يجوز خلط موضوع التهدئة بملف الجندي الأسير جلعاد شاليط"، الذي قال إن الإفراج عنه مرهون بإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في صفقة تبادل.
وأتهم مشعل، خلال لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، في العاصمة السورية دمشق، إسرائيل بتحمل مسؤولية تعطيل الجهود المبذولة للتوصل إلى تهدئة من خلال "إضافة شروط جديدة في آخر لحظة"، داعياً الأطراف الدولية إلى "إدانة الموقف الإسرائيلي، والضغط عليها لتستجيب للجهود المبذولة بهذا الاتجاه."