تظاهرات تطالب بإطلاق سراح الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي أصبح يعرف برامي الحذاء
بغداد، العراق (CNN)-- سعى الصحفي في قناة الغدادية العراقية، منتظر الزيدي، إلى تبرير قيامه بقذف الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، بفردتي حذائه، بقوله إن ابتسامته المستهزئة واللا إنسانية، وطريقته في إطلاق النكات خلال المؤتمر الصحفي، أثارته ودفعته إلى هذا التصرف.
وقال الزيدي، في أول ظهور له أمام المحكمة منذ إلقاء القبض عليه في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إن أحداً لم يدفعه إلى القيام بهذا التصرف، معتبراً أن الشعب العراقي يتعرض لشتى أنواع الظلم والاضطهاد يومياً، بحسب قوله.
وقررت المحكمة، التي عقدت أولى جلساتها الخميس، تأجيل المحاكمة إلى جلسة 12 مارس/ آذار المقبل، للتأكد مما إذا كانت زيارة جورج بوش تلك إلى بغداد، زيارة رسمية أم غير رسمية.
وظهر الزيدي في المحكمة وسط تصفيق وتهليل حشد من الموجودين، وكان يرتدي زياً زيتوني اللون، وينتعل حذاء أسود.
ودخل قاعة المحكمة، وهو رافع الرأس، فيما كان بعض أفراد أسرته ومؤيديه خارج المحكمة يضعون العلم العراقي حول أعناقهم، فيما صرخت امرأة بين الجموع " أنت وطني.. أنت بطل."
وأضاف الزيدي: "لم يكن قصدي قتل بوش أو أي شخص آخر، فما بدر مني كان تعبيراً عن الغضب تجاه ما يتعرض له العراقيون يومياً على يد الجيش الأمريكي.
يذكر أن الزيدي ألقى بحذائه على الرئيس الأمريكي السابق، أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بالعاصمة بغداد، في 13 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حيث كان بوش، الذي لم يصبه الحذاء، يقوم بزيارته الأخيرة للعراق، قبيل مغادرة منصبه في البيت الأبيض.
وكانت فردة حذاء الزيدي الأولى قد مرت بمحاذاة رأس الرئيس الأمريكي، الذي تنحى عنها، فيما هرعت حشود وانقضت على الرجل، ثم نقلته إلى غرفة مجاورة، أما فردة الحذاء الثانية فأصابت العلم الأمريكي خلف بوش.
ويعتبر الكثير من العراقيين الوجود الأمريكي في العراق "احتلالاً."
وكان فريق الدفاع عن الزيدي قد رفعوا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، دعوى قضائية طالبوا فيها بتحويل تهمة الزيدي من "اعتداء" إلى "تحقير."
وقال السعدي إن محكمة الاستئناف تركت أمر تحويل تهمة منتظر الزيدي للمحكمة الجنائية المركزية في العراق، وهي ستقرر التهم الموجهة إليه.
وأوضح السعدي، في مقابلة سابقة مع CNN، أن موكله قد يواجه حكماً بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً، في حال إدانته بهذه التهمة.
وبموجب القضاء العراقي، فإن تهمة الاعتداء على زعيم أجنبي يقابلها عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً. في حين أن عقوبة تهمة "تحقير زعيم أجنبي" تصل إلى السجن لمدة عامين ودفع غرامة مالية.
وفي وقت سابق، قال الناطق باسم المجلس الأعلى للقضاء في العراق، القاضي عبد الستار البيرقدار، إن الزيدي ستتم محاكمته بتهمة "الاعتداء على رئيس دولة أجنبية أثناء قيامه بزيارة رسمية إلى الجمهورية العراقية."
ويضم فريق الدفاع عن الزيدي، الذي يُنظر إليه في الشارع العراقي والعواصم العربية على أنه "بطل قومي"، نحو 25 محامياً، من بين أكثر من ألف محامي تطوعوا للدفاع عنه، بحسب ما أكد السعدي، الذي يشغل أيضاً منصب نقيب المحامين العراقيين.
يشار إلى قناة البغدادية الفضائية، ومنذ اعتقاله، تبث صورته في أعلى الجزء الأيسر من شاشة التلفزيون، كنوع من التعاطف معه ودعمه.
ويذكر أن "رمي الحذاء" الذي قام به الزيدي، أصبح حالة عالمية للتعبير عن الرفض، وتقليداً لدى المتظاهرين في الكثير من الدول التي شهدت تظاهرات، وخصوصاً إذا كانت معادية لجورج بوش أو السياسات الأمريكية.